الثلاثاء، 13 مارس 2012

هل الألف زائر يساوون عمامة سياسية - الجزء الاول

 
 الحمد لله علي ما نال بعض رموز التيارات شيئا بسيطا مما ينال شيعة اهل البيت ع جهارا نهارا من معاناة في كل مرافق الدولة ، والمساس برموزهم  ومعتقداتهم وبهم يوميا على صفحات الصحف والقنوات الفضائية و سائر الوسائل الاعلامية ،
ولكن لا نسمع من ابواق التيارات صيحات الاستنكار الا عندما يصاب بعض رموزهم شيئا بسيطا من ذلك .

سؤال في منتهى البراءة
  
هل كانت اصواتهم سترتفع لو كان المعمم ليس من سلكهم ، او لم يكن كويتيا ، هل هناك فرق لكرامة عمامة رسول الله ص عندما تكون على رأس عالم دين غير كريتي مهما بلغ من فضل  وبين رجل سياسي كويتي كل مؤهلاته انه يجيد اللعب على حبائل السياسة لمصلحة تياره وحزبه .

نقول لهم علمتمونا للاسف الشديد هذا التمايز ! وبذلك ربيتم وللأسف الشديد جيلا من الشباب الخدج فكريا وعقائديا ، هل تنسون ماذا فعلتم بالسيد الفالي الذي اثبت القضاء براءته ؟! - نعم هناك بعض الملاحظات - ولكن كيف كان موقفكم منه ؟!  
من هذا المثال اردنا ان نرسخ مفهوم احترام العمامة التي تنتمي الى مذهب اهل البيت ع  دون تمييز ، ولكنهم اصروا على التفريق ، كما هو اليوم الذي نسمع فيه صراخهم على ما نالهم ،
  
المفروض ان لا نفرق بين هذا وذاك كرامة للباس الروحاني ، فكم من روحاني وخطيب تم تسفيره ، وكم من لم يسمح له بدخول البلاد دون أي ذنب ، اللهم الا بعنوان ( قيد امني ) ولانه شيعي .

ولكن الكثير من العلماء التكفيريين يدخلون البلاد وبضيافة الدولة وينالون من مذهب اهل البيت ع وشيعتهم بمناسبة ومن غير مناسبة ، من غير رقيب ولا حسيب . ولا من ناقد او معترض ،

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ؛ اذا كان هكذا التعامل مع الكويتي ، فكيف سيكون التعامل مع غيره ؟!  
والى اين نحن ذاهبون ؟؟!!  
 
ستثبت لنا الايام القادمة لما ننتطره من هذه الحكومة ذات التوجهات الوهابية التي بدت ملامحها تطفو على السطح شيئا فشيئا ،
فهل نستثمر هذه الحادثة اليوم لترسيخ مبدأ التزام الجهات الامنية في اي موقع التعامل مع من يرتدون الملابس الروحانية دون تمييز بكل احترام ،
لا اظنهم يتفقون على ذلك .   

المفارقة العجيبة جدا أن تعطيل مئات المواطنين نساء رجالا اطفالا لساعات ، مع عدم وجود ابسط الخدمات ، وتحت ظروف قهرية ونفسية ، لا يحرك لبعض النواب اي جفن ، ولكن تاخير معمم - وإن كان مبدئيا مرفوض رفضا قاطعا - اثار في البعض حمية عالية النبرة غير طبيعية .  
فلماذا التاخير المتعمد للمواطنين بباعث طائفي مقيت لا يخالف الوحدة الوطنية كما هو بالنسبة لما جرى للمعمم ؟!

نعم هم مندهشون متعجبون من هذا الاجراء لبعض الرموز السياسية الذين قدموا بالامس القريب  خدمة جليلة للحكومة بإمتصاص غضب الطائفة ازاء المساس بولي الله الاعظم عج ، وتحريف المسار وتزييفه وكأنه موضوع يخالف الوحدة الوطنية فقط ، وليس قضية عقائدية مقدسة ، بل من اقدس الاقداس ، نعم هؤلاء الواهبون ما لا يملكون من كرامة الطائفة ، والمسترخصون المساس بمقام الولاية العظمى هؤلاء يظنون انهم سيستلمون ثمنا مجزيا قريبا ،

ولسان حالهم ؛ لم يكن هذا العشم ،   
فخاب ظنهم ، وكانت عبارات أمينهم اقرب منها الى العتاب وليس اعتراضا واحتجاجا ، وكأنه يقول لهم : هل جزاء الاحسان الا الاحسان ،


( هذه المقالة هي خلاصة تعليقات وحوارات ومداخلات جرت مع عدد كبير من الإخوة المؤمنين حول بعض احداث ساحة الوطن خلال الأسبوع الماضي ) 
 
يتبع الجزء الثاني بعنوان 

( هل الساحة الشيعية ملك عضوض لمن يستأكلون منها وبها … )   

 الاثنين ٤ من ربيع الآخر ١٤٣٣ هـ
الموافق ٢٧ فبراير ٢٠١٢ م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق