الجمعة، 17 فبراير 2012

جوهر المخطوف


لا يزال "مضيع مشيته" المدعو حسن جوهر .. ينفث نيران القهر والألم بعد خسارته ذات الطابع التأديبي والنكهة العقابية من شيعة الكويت .. فكتب مقالة ثانية بائسة لا تقل بؤساً عن مقالته الأولى التي اعترف فيها أنه يغرد خارج السرب الأصغر - يقصد الشيعة - ولم يجد تبريراً أذكى من اتهام الشيعة بأنهم يغردون خارج السرب الأكبر أي الوطن العزيز .. ما أعظم فريتك وما أقبح عذرك .. يا من أراد السرب الأصغر أن يغرد مع الطائفيين والمؤزمين البلد لخلافات شخصية ومن أساس مشكلة بعضهم مع رئيس الوزراء هو الحمية على الفرعيات المخالفة للقانون أو فسحه المجال للشيعة في أخذ بعض حقوقهم أو تطبيق أجندة لبعض الشيوخ أو تطبيق أجندة خارجية للمهلكة .. فطوبى لك أن "خطفوك" وأنت تحسب أنك تحسن صنعاً وأنك تساهم في خلق ثورة وطنية من خلال الإصلاح التأزيمي والتنمية بالصراخ والبناء بتوتر البلد !!

الطريف أنه في نفس مقالته الأولى زعم بأن خصومه هم أيتام الحكومة وأنه لم تكن لديه القدرات والامكانيات لمواجهتهم ، ولفضح حيلة هذا البادبخت نسأله :

هل خصومك كان لديهم كتاب في الصحف يكتبون ضدك أم أنت الذي لا تكاد تخلو جريدة من أحد أصدقائك الأكاديميين أو معجب بك يضفي عليك عبارات التعظيم والتبجيل ..؟!

هل خصومك كانت لديهم فضائيات تشوه صورتك أم حضرتك من جندت فضائيات كـ"اليوم" نفسها لدعمك والترويج لك بالاعلانات الكثيرة واعطائك فرصة عبر لقاءات حوارات متتالية تلمع فيها نفسك وتهاجم فيها مخالفيك بأقسى الاتهامات ..؟؟

هل خرج أحد من نخبة المجتمع ليهاجمك في موسم الانتخابات أم حملتك الانتخابية التي استفادت من دعم مجموعات نخبوية لك وتصوير كلماتهم في مدحك ونشرها ..؟!
لماذا تدلس على الناس يا حسن ..؟!

عوداً على بدء .. زعم جوهر في مقالته الجديدة عدة أمور أحسبها لا تنطلي إلا على اللذين يغسل عقولهم بمعسول كلامه المطعم بروح "البادبخت" التي توحي للسامع بالصدق والشفافية ..

أولاً : اتهم جوهر المعارضة الجديدة بأنها خالية من أي تصور سياسي وبرنامج محدد باستثناء اعلان أحدهم - يقصد الفضل نبيل - نيته تنتيف ريش بعض النواب وشتمهم - ولنا على كلامه هنا ملاحظات موجزة :

١) هل كان للمعارضة النهجية برنامج سياسي محدد ..؟؟

٢) هل يتغافل جوهر عن سبب رغبة الفضل بشتم هؤلاء ؟؟ أم لم يطرق سمعه شتائم النواب أحبابه في نهج محتمين بحصانتهم البرلمانية ؟؟

٣) لماذا دكتور السياسة يستغرب ان يكون توجه المعارضة الجديدة هو في عكس اتجاه المعارضة السابقة النهجية ..؟! أليس هذا افرازا طبيعيا للأجندة بحكم الاختلاف في الرؤى السياسية في المجلس السابق ..؟! أم يريد جوهر أن يؤسس لقاعدة أو مبدأ سياسي جديد في أروقة البرلمانات وهي أن الحزب الخاسر لا يحق له سوى الخضوع للحزب المنتصر وتبديل قناعاته بما يتوافق مع قناعات المنتصر ؟!

هذه دورة حياة سياسية بديهية لا أدري لماذا يعتبرها الأخ نقصاً وعيباً في المعارضة الجديدة ..!!

٤) أما البرنامج السياسي فلا يوجد برنامج موحد خرج بشكل تنسيقي ولكن لا يخلو أحد النواب أيا كان موقعه من رؤية سياسية تلتقي   في كثير من المشتركات مع زملائه بما فيهم نهج فليته كان دقيقا في مدائحه لرفاقه في السلاح لنميز الفرق بشكل واضح ملموس ، ولا تكون في كلامه شبهة مبادلة مدحهم له بشكل إنشائي مبتذل تسويقي يبرزه كأحد الفاتحين ..!!

ثانيا : عاب حسن على المعارضة الجديدة ما تصوره لهم من مستقبل صدامي مع الحكومة كتخريب الجلسات وكثرة الاستجوابات ؛ فنعلق عليه :

١ ) ليته حاز من الشجاعة التي يتغنى له بها رفاقه في الكفاح قدراًً قليلاً بحيث انتقد تخريب رفاقه لجلسات مجلس الأمة بل وتعطيل أعمال اللجان ومقاطعتها وكثرة استجواباتهم بحيث هددوا ناصر المحمد باستجوابه في إحدى حكوماته قبل أن يبدأ عمله ..!!

٢) أما إذا كان يعتبر أن هذه الممارسات مشروعة لكن المفارقة في نظره هي تقليدهم ما عابوا به على نهج ، فليته يتذكر أن نهج كانت تعيب قبل ذلك على ما يسمونه "نواب الحكومة" مقاطعة جلسات برلمانية .. فكلهم في الهم شرق فلا يزايد على طرف من الأطراف ..!!

٣) ليت حسن لا يحاول اللعب على ذقون القارئ معتمداً على خاصية النسيان والذاكرة القصيرة .. فهذه السلوكيات النيابية لا تجعل المعارضة الجديدة تعمل توأمة أو محاكاة تامة مع معارضة رفاقه في السلاح .. بل لحصول تقليد صحيح ينبغي على المعارضة الجديدة أن تقلد رفاق حسن فيما يلي :

١) تحدي الدستور والحكومة في عمل الاعتصامات المتضمنة لأنواع المخالفات ، والاحتكام للفوضى والضجيج المفتعل في الشوارع .

٢) شتم رئيس الوزراء وطلب رأسه بشكل شخصاني. 

٣) اقتحام مجلس الأمة رمز الديمقراطية والتفاهم الدستوري .

٤) ضرب نواب مجلس الأمة والتعدي عليهم تحت قبة البرلمان .

٥) عدم طاعة سمو الأمير إلا بالقول نفاقاً ومخالفته فعلاً وعملاً لتوهين مقامه السامي .

٦) طعن مخالفيهم من النواب بشتى التهم لتشويه سمعاتهم وسط المجتمع .

٧) افتعال أزمة تعصف بالمجلس والحكومة كقضية الايداعات والتحويلات وحرق البلد بناءاً عليها قبل أن يبت فيها القضاء ويدان أو يبرأ المتهم .

٨) التكسب الانتخابي بالطعن ومهاجمة طائفة كبيرة من طوائف الكويت والتكسب السياسي الرخيص مم ذلك .

 ختاماً ؛ مهما نقلت من أصوات إلى الدائرة الأولى سيكون حليفك الخسران بجاه محمد وآل محمد لا سيما من تخاذلت في نصرته مولاك الحجة المهدي عجل الله فرجه الشريف ، وإنا لله وإنا إليه راجعون 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق