الثلاثاء، 13 مارس 2012

هل الساحة الشيعية ملك عضوض لمن يستأكلون منها وبها … ؟!


     الجزء الثاني من مقال :
هل الالف زائر يساوون عمامة سياسية    

إن حملة شعار الوحدة الوطنية على حساب القضايا العقائدة ، يقايضون بهرجات اعلامية ومناصب في مقابل الصمت عما يمس الولاية والحجج  على الكائنات !! 
فما وقع في المطار ما هو الا بمثابة رسالة للإستمرار في العطاء مع السلطة فقط ، لانهم غير مضموني الاستمرار معها ، حيث دلت التجارب انهم موصوفون بالتلون بابرام الصفقات ، كالحرباء تتلون كيفما اقتضت الظروف الخاصة والمنافع !! فيوما مع اليساريين ويوما مع الاخوان ويوما مع الشعبيين ، وأخيرا الارتماء بأحضان مصالهم مع السلطة دون اي كياسة ايمانية او حذاقة عقلائية ، في كل ذلك معتمدين على جمهور مغرر بهم ؛ يتبعون كل بوق يعزف على اوتار لهو الحديث .

من تلك المعزوفات - على سبيل المثال - التي تنطلي على قاعدة الرعاع  : 
اولا : النغمة التي يرددونها أن كل الممارسات الطائفية التي مورست ضد الشيعة على مختلف الاصعدة على مدى عقود من السنوات ، ما هي الا حالات وممارسات فردية ، هذه الممارسات التي لم تخف على بسطاء الناس انها ليست حالات فردية بل ظاهرة عامة بادية للعيان ، بل اضحت ثقافة تكفيرية شبه رسمية ،  
ولكن النظرة الثاقبة جدا لحملة شعار اللحمة الوطنية لم تتمكن من رؤية كل المظالم والحيف الذي لم يخل بيت شيعي الا واصيب به بشكل من الاشكال ، لم تر ذلك الا عندما بلغ سيل الممارسات الطائفية طَرَفَ عمامة سياسية ، عندها فقط طاش لبهم وزاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر، وان ما جرى في المطار فقط يعد ممارسة طائفية ، ولكن ما يتعرض له الشيعة  يوميا بل كل ساعة في المنافذ البرية والجوية والبحرية ، ما هو الا حالات فردية ، ولكن ما جرى في المطار يعد بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير اللحمة الوطنية ، وشق عصى وحدة  المسلمين ، عندها فقط شعروا أن الممارسات الطائفية ليست حالات فردية ، 

فكان لسان حال كل فرد شيعي : 
( صح النوم ) أفبعد سبات عميق ناهز عقود اربعة من العمل السياسي المنظم اكتشفتم - الآن - ظاهرة الممارسات الطائفية !!؟؟  

ثانيا : من تلك البهرجات الاعلامية - على سبيل المثال - التي عادة تنطلي على رعاع قاعدتهم ، مقولة ( حضور المئات في المطار لاستقبال العمامة السياسية ، 
بعنوان : هيهات منا الذلة ، بعد الإهانة والإجراءات التعسفية التي تمت بحقه ؛حشود المحبين تستقبل الشيخ بالورود وبالصلاة على النبي وآله ) .
والحقيقة ان عدد هذه الحشود لم يناهز العشرات ، إن لم يكن أقل . 

ولكن هذه الحركات والفلاشات الاعلامية الخائبة تشبه كثيرا حركة قام بها أحد المرشحين عام ١٩٨٥، حيث كان على علاقة وثيقة ببعض الاجهزة الامنية ، فدعما لذلك المرشح من قبل تلك الاجهزة قامت بدورها باعتقال عالم دين محسوب على شريحة اجتماعية شيعية عادة تقف في صف ذلك المرشح ، فما كان من ذلك المرشح الا انتفض مزمجرا لهذا التجاوز ، فذهب وبقدرة قادر لم يخرج من مقر الجهاز الامني الا وهو ممسك بيد ذلك العالم ، فهلل له السذج والرعاع ، فامتلأت مساء ذلك اليوم خيمته الصغيرة من الناخبين ، وحصل في الانتخابات على عدد لا يستهان به من الاصوات ، فكان من آثار ذلك أن لم ينجح من الشيعة إلا نائب واحد لتشتت الاصوات ،   
 
فكم من احداث قديمة وحديثة متشابهة في معطياتها ونتائجها من اهمها انخداع السذج لما يروجه المطبلون لتلك الاحداث . 

ثالثا : هل الانتصار لرموز سياسية يصح أن يرتقي الى حد التقديس العقائدي الرباني ؟! 
ففي الوقت الذي لا يتحرك فيهم اي عرق عندما تتعرض المقدسات الى تعد سافر كمقولة ذلك الناصبي ( بأن زيارة كربلاء أعظم من الزنا ) لكن نجدهم يستشيظون غضبا اذا ذكر رمز سياسي لهم بسوء !! 

اين تلك التعديات من التكفيريين لاقدس المقدسات ، من المساس بمعمم يعتبره جماعته وحزبه رمزا لهم ويسعون لتحويله رمزا شيعيا، في حين لا يرون أي رمزية لإهانات وانتهاكات طائفية جرت لعمائم شيعية أخرى في هذا البلد ، فهل هذا يدعونا لإستنتاج معادلة خطيرة جدا وهي بأنه :
إذا تم التعرض للمقدس العقائدي الرباني يجب السكوت عنه لما تقتضيه مصالح سياسية ، وبعنوان التخوف من الفتنة الطائفية ،  
ولكن في ذات الوقت يعد المساس برمز سياسي معمم أمرا لا يمكن السكوت عنه !! 
الخلاصة : إن أتباع مهرجان عصفورتان استبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير ، استبدلوا الوطنية بالولاية ، استبدلوا المكاسب الحزبية بظلامة ولي الله الاعظم عج ، وكان سعيهم الدائم فقط لامتصاص غضب الموالين لصالح مكتسباتهم الحزبية الرخيصة . 
لذلك  نراهم في مقابل كل تنازل يعودون بخفي حنين ، فلم يحظوا بنيابة الرئيس داخل المجلس ولا التساهل الأمني خارجه !!    
فهل يعتبرون  !؟ كلا والف كلا !!

انتهى الجزء الثاني ، ويليه الجزء الثالث والاخير بعنوان :  
متى يطوي الشيعة مرحلة الجسر الحربي ؟! 
الاحد  ١٠ ربيع الآخر ١٤٣٣ هـ
الموافق ٤   مارس.     ٢٠١٢ م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق