الخميس، 29 مارس 2012

إلى متى ؟! يا ابراهيمي ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

لا نكاد نخرج من فتنة يخلقها خطيب جاهل .. حتى نقع في طامة جديدة .. صنعها خطيب جاهل آخر ..

أين ومن المسؤول عن مصنع الخطباء الجهال ..؟! وكيف تتم عملية تفريخهم ..؟!

هل الخلل في وحدة الزي الديني الذي لا يفرق بين العالم الفطحل والطالب المجد وبين الخطيب الناعية الذي لا يملك حتى أبسط الأدوات العلمية التخصصية ..؟!

هل الخلل في عوام المسلمين الذين ينفخون في كل خطيب يجيد مهنة الخطابة فيجعلونه القديس المبارك والأعلم العيلم مفسر الأحلام ومعالج الأسقام ..؟!

هل الخلل في عوام المسلمين الذين ابتعدوا عن زيارة مراجعهم وكبار الفقهاء والتعرف على الحوزات الدينية الكبرى وأساتذتها الماهرين وطلبتها البارزين .. فضاع العالم وسط جهال ..؟!

هل الخلل في الخطيب نفسه الذي يقحم نفسه ومعه مستمعيه المعجبين المساكين في الملفات العلمية التي لا يليق بها إلا المتخصصون لا المتطفلون ..؟!

أم الخلل في الخطيب نفسه لما يفقد بوصلة التقوى والورع .. فيجد نفسه في مستنقعات الرياء والغرور والعجب الذي يأنف بسببه من عودة الجمهور لبيوتهم بدون الاستماع الى فتوحاته العلمية المجيدة في رأيه وجهله المركب ..؟!

أمس أطل علينا الخطيب الشيخ جعفر الابراهيمي عبر قناة كربلاء .. وصار يدندن ويحوم حول رواية معروفة تحكي مصاباً لأم المصائب العقيلة زينب عليها السلام نطحت فيه حسب الرواية جبينها المبارك .. 
وليته قبل أن يتفضل علينا بجهالاته سأل العلماء عن فنية التعامل مع روايات أهل البيت عليهم السلام وكيفية قبول ورد الروايات وهل باب الرد مفتوح لأقل عارض من شبهة ..؟!

ليت يا شيخ جعفر أيها الخطيب الحسيني سألت نفسك عن الفائدة من رد هذه الرواية ولعل مضمونها قد وقع فعلاً لقافلة السبايا والسيدة زينب عليها السلام .. فبأي وجه بشع أسود ستقابلها غداً ..؟! وبم تبرر لها مشاركتك في جريمة جيش يزيد وابن زياد .. هم يجرمون وانت تخفي الجريمة ..؟!

هلا سألت "العلماء" عن ما أضمره صدرك من شبهات لعلك تجد جوابها الشافي .. ؟!
هل قرأت بحث سماحة السيد هاشم الهاشمي الذي أبطل كل شبهة تمس وتنمس حول هذه الرواية الزينبية الأليمة ..؟!
اقرأ البحث وراجع نفسك :

((( رواية النطح ... اعتراضات وردود )))


أما ما تفلسفت فيه في نفس الخطبة عن زيارة الناحية المقدسة .. فقد أثرى العلماء - قدس الله أرواح من مضى وأدام ظل من بقي - الساحة الفكرية بأجوبة واحتمالات للفقرات التي لم يتحملها مستواك العقلي والفكري فراجع وان كنا ان شاء الله سننشر ردودهم على هذه الترخصات والشبهات البائسة

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه .. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .. اللهم لا تجعلنا من المعارين بجاه محمد وآله الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين وعجل فرجهم ولعن عدوهم


الاثنين، 19 مارس 2012

أيقودنا جاهل باحكام الفقه والسياسة محارب للشعائر منكر للظلامات !!؟؟


في البداية لم هذه السطور ؟!
صرح الاستاذ خالد الشطي أيده الله على التويتر بتغريدات ختمها باستفسارٍ اصاب به كبد الحقيقة قائلا : 
ماذا لو ارتأى أن يقودنا شخص كمقتدى الصدر او صبحي الطفيلي او اي تافه لا يعلم احكام الفقه والسياسة ؟
فاستفسر أحد الأخوة الاعزاء - بدافع الإخلاص - عن مغزى تلك التغريدات ،   

كما أنه نشرت اجابات وتعليقات حول مقال سابق منشور على مدونة زعفر من ثلاثة اجزاء بعنوان : هل الألف زائر يساوون عمامة سياسية !!؟؟  
--------------------------
فتجمعت الاسباب للإجابة على كل ذلك بهذا المقال المكون من جزئين :

الاول كما هو معنون لهذا الجزء ، اما الجزء الثاني فسيكون بعنوان :

أليس قادة دعاة الوحدة هم قادة المحاربين للشعائر المنكرين للظلامات والمنظرين لهم !؟ عجبا فما وجه هذا التلازم !!؟؟

            الجزء الاول 
أولا : بادئ ذي بدء إن هذا المقال لا يعد دفاعا عن الاستاذ خالد الشطي ، لانه متخصص قانونا، ومجاز لمهمة انسانية راقية ، فضلا عن أنه فارس مقدام يصول ويجول مدافعا ما استطاع عن حياض مدرسة اهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، فلا يحتاج الى من يدافع عنه ، 
إلّا أن الواجب تجاه المعتقد الحق هو الدافع الولائي الذي يحض على الدفاع عن المسيرة الإلهية الخالدة للبشرية التي ستختم مرحلة منها ببقية الله الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف ،
اذن هو واجب رباني لأن يساهم - كلٌ حسب إمكاناته - بالدفاع عن المعتقد الحق والمسيرة الالهية بالغالي والنفيس ، وعلى وجه الخصوص في مواجهة المنحرفين والدجالين ؛ وما اكثر زمرهم وعلو نعيقهم وشعاراتهم الضالة المضلة ،
 
ثانيا : هل يعاب على الذي يسعى لان يتصدى للمناصب العامة ، كنائب وممثل للمؤمنين أن يفصح عن توجهاته ؟  ويصارح الناس بمواقفه ؟ وأن تكون لديه الشجاعة الادبية ليفصح عما يعتقده ؟ خصوصا إذا كان ذلك الامر يتعلق بالدين وبالعقيدة وبالثوابت ، وبمصير طائفة يتلاعب بمقدراتها جهلة غرتهم شعارات غربان لا تدل الا على دار خراب ، لا يطلع منها الا قرون انحراف في الفكر وضياع في المعتقد ، مآل ذلك فقدان الهوية وتيه المصير،
فهل يعاب على انسان صرح بكلمات لم ينطق بها لسانه فحسب بل كل ذرة من وجوده ؟ حيث لم يسمع منه ولم يُقرأ له الا ما ينم عن ذوبان في المعتقد الحق ، والجهر به ، ولم يعبأ بعد قول الحق بمن شاء فليؤيد ومن شاء فليحارب .  
اليس الطائفة اليوم بالذات بحاجة ماسة لنماذج كخالد الشطي ؟؟  
وهل في مثل هذه الحالة يكون معيار الخسارة والربح ما تفرزه الساحة السياسية الشعبية المزدحمة بالتيارات الضالة المضلة !!؟؟
 
ثالثا : إن هذا الطرح الواعي الذي لا يهادن ولا يداهن على حساب المعتقد ، مهما كانت نتائجه الدنيوية ، سيتبين بـه للواعين من المؤمنين  الخيط الابيض من الخيط الاسود ، وتنكشف بـه حقيقة من يطلقون شعارات واهية من اجل مصالح حزبية وتيارات ليس لها همٌ غير امتطاء ظهر الطائفة لتحقيق اهدافٍ لا تمت للدين باي صلة ، ولا تحقق اي مصلحة تذكر ، حتى الدنيوية منها حيث انها تخصهم . وهذا الطرح الولائي سيعري سيرة المتخاذلين المنحرفين وتوجهاتهم الفكرية ، التي يحبكون بها فن الدجل بارقى مراتبه ، مما يلحق أبلغ الإساءة والخطورة بفكر ونهج وعقائد شريحة من اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ،
ورأينا ولمسنا عن قرب على مدى العقود القريبة الماضية كم تسببوا في انتاج جيل من اتباعهم ؛ مشوه فكريا وعقديا ومنهجا ، حتى وإن ادعى هذا الجيل بأنه شيعي ، غيرانه يستبطن انحرافا خطيرا يمكن ان يطلق عليه - بلا تردد - بانه اقرب الى النصب الخفي ،
فكما أن المسلم مدعوٌ لتجنب الشرك الخفي ، حيث أنه أخطر من الشرك الجلي ، هكذا الشيعي مدعوٌ بقوة لتجنب - من حيث يشعر اولا يشعر - النصب الخفي ، لانه أخطر من النصب الجلي . 

إذن بعد ما تقدم نخلص الي أن في كل الاحوال - خصوصا في هذه الظروف - الطائفة بأمس الحاجة لنماذج كخالد الشطي ، ولمنهجٍ كطرحه ، ويجب على المؤمنين بصراط اهل البيت عليهم السلام ؛ معتقدا وقولا وعملا الوقوف إلى جنب هذ الخط والمنهج وكل من يمثله وينتسب اليه بقوة ، والدفاع عنه ، 
حيث اتضح للكل في هذه الايام كم شن و سيشن المتضررون من موقفه حملة شعواء ، لأسباب واهية ، منها الانتصار الاعمى لرموزهم ، ولاثارة بعض السذج لاتخاذ موقف مناهض لهذا الطرح الولائي ، تحسبا للقادم من الايام . 
وهي صولات وجولات بين الحق والضلال لن تتوقف ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين . 

يتبع - الجزء الثاني من المقالة بعنوان : أليس قادة دعاة الوحدة هم قادة المحاربين للشعائر المنكرين للظلامات والمنظرين لهم !؟ عجبا فما وجه هذا التلازم !!؟؟


الثلاثاء، 13 مارس 2012

متى يطوي الشيعة مرحلة الجسر الحربي ؟!


إن حَمَلَةَ شعار الوحدة الوطنية على حساب القضايا العقائدية ، المقايضين مناصب وزارية ومكاسب زائلة على حساب الولاية والحجج على الكائنات !! هؤلاء ينطبق عليهم مثال الجسر الحربي الذي طالما تم طرحه كمثال لحال الطائفة مع السلطة ؛ حيث تستعمل السلطة الطائفة كجسر حربي في الازمات على مدى التاريخ ( وهذه حكمة أملاها أحد حكماء نواب الشيعة في الستينيات لثلة من الشباب …. ) قال : وكمثال على ذلك لا الحصر أحداث 
 (  عام  ١٩٣٨  )   
حيث بعد اجتياز كل ازمة تقوم السلطة بنسف جسر تواصل مصالح المواطنة مع الطائفة لصالح الطرف المهيمن الاقوى ، والتعامل مع الشيعة كأنهم دخلاء وليسوا من بُناة اسوار الوطن ومؤسسيه وصمام أمانه ، فنسفت السلطة يومئذ كل ذلك وقامت بتسفير بعض الشيعة
  (  عام  ١٩٤٠ ) 
 وذلك تلبية لشرط من شروط اصحاب العريضة للمبايعة في تلك الحقبة .
ولسان حال الشيعة على مدى الزمان : 
بلدي وإن جارت علي عزيزة 
واهلي وإن شحوا علي كرام 

فبعد هذه المقدمة ؛ هل قاعدة أن التاريخ يعيد نفسة  ، سنة من سنن تاريخ الشعوب  أم لا ؟؟
فلو يتوقف الامر عند حد نسف جسر تواصل مصالح المواطنة لكان هينا وانما من الآثار المترتبة على ذلك النسف ، ما يمس حتى الحقوق الانسانية الاولية ناهيك عن أي امتيازات او حتى المساواة بين المواطنين كبناء المساجد للشيعة مثلا ، فضلا عن السماح والترخيص ببنائها على حسابهم  ،

فعلى رأس تلك الحقوق الانسانية الأولية ؛ السعي لمنع صدور قانون مستقل  للاحوال الشخصية الجعفرية بناء على فقه مدرسة أهل البيت ع ، وكذلك تجاهل سن قانون مستقل ينظم دوائر محكمة الاحوال الشخصية بدرجاتها الثلاث . وعدم وضع ضوابط لتعيين وكلاء نيابة ليكونوا بعد ذلك قضاة ، والكف عن حشر قضاة غير شيعة في هذه المحاكم ، وذلك بالتعاقد مع قضاة شيعة من خارج البلاد كما هو الحال بالنسبة للمحاكم السنية ،
نعم إن المواقف المتخاذلة من نواب مهرجان العصفورتان وغيرهم هو بحجة عدم الخوض في قضايا طائفية ، لان ذلك ينافي شعار لحمتهم الوطنية ، حتى ولو كان على حساب العلائق الاسرية الشرعية وحفظ الانساب ، لاختلافات فقهية متجذرة . 

ولم يتوقف الامر عند الحد المشار اليه ، بل أن هناك مؤشرات عقائدية في غاية الخطورة ، فعلى سبيل المثال ؛ طامة كبرى مرت على عقول الامين وتياره بكل سذاجة ، وهي عبارة الرئيس الجديد في كلمته بمناسبة تعينه ؛ والتي لم تمر على المؤمنين المخلصين الواعين ممن يسعون لحماية العقيدة ، حيث انتبهوا لمفردة "عقيدته" عندما قال : إنه يتعهد بالمحافظة على سلامة الوطن ودستوره و"عقيدته" ووحدته !! هذه المفردة لها ايحاء خطير ؟ فعن أي عقيدة يتحدث ويريد المحافظة عليها ؟! ومتى استخدمت هذه المفردة سياسيا من قبل رؤساء حكومات سابقة ؟!  
فإن كانت هذه العبارة " عقيدته " بمثابة رسالة موجهة الى من يعنيهم الامر ليتكسب من ورائها على حساب الآخرين كالشيعة والعلمانيين مثلا ، فهذا امر بحد ذاته خطير ، وإنما الخطورة تتعاظم إن كان قائلها يؤمن بتلك العبارة ويتبناها ، وسيضع يده في يد ( تكتل بريدة )  لتطبيق مصاديقها على ارض الواقع . فهي والله الطامة الكبرى .
الخلاصة :  في ظل كل المتغيرات المحلية والاقليمية ألا يجب ان يعاد النظر في المنهج المتخاذل المنحرف الذي سلكته التيارات السياسية الشيعية بصفة عامة ، وبصفة خاصة تيار مهرجان العصفورتان وأشباههم ، وعلى وجه الاخص والاهم بعض المحسوبين على علماء الدين حيث قبع بعضهم في عقر داره وكأن الذي يجري خارج حائطه لا يخصه ، وكأنه نسي أن للعلم زكاة ؛ فلا تدريس ولا محاضرة ولا مساهمة اجتماعية ، والبعض الآخر إنشغل بالظهور الاعلامي وتبني موجة التخاذل ، وآخر يسعى في الساحة الشيعية انحرافا وضلالا ، الا القليل ممن وفوا لرعاية الحق وحمل هموم الطائفة والدفاع ما وسعهم ذلك ولسان حالهم : إن اليد الواحدة لا تصفق . 
الا نعتبر من تاريخنا الشيعي الكويتي المشرف المجيد ، حيث المواقف المبدئية الفذة ؛ مثال ذلك ما كان من السيد مهدي القزويني والميرزا علي الإحقاقي رحمهما الله  ؟
 (  عام  ١٩٢٠  )
وما أسسه الاجداد قبل ذلك وبعده ؟  
فهل نرتقي بحِسِنا وبمسؤليتنا لنقرر باننا نعيش منعطفا تاريخيا خطيرا، وان الذي نراه ونسمعه ما هو الا بمثابة ارهاصات محصلتها المتوقعة في غاية الخطورة ، ولا ترقى الى تقييمها تقييما حكيما حالة التشرذم والتخبط التي تعيشها الطائفة الشيعية ،
وهل من معتبر يسعى كل بحسب موقعه وقدره وقدرته نظريا وفكريا وعقائديا  وعمليا لننقذ ما يمكننا انقاذه وندرأ ما يمكننا درئه . ونبرئ ذمتنا امام الله سبحانه وتعالى وامام اجيالنا القادمة .   

انتهى الجزء الثالث والاخير من مقال
هل الالف زائر يساوون عمامة سياسية
الثلاثاء ١٢ ربيع الآخر ١٤٣٣ هـ
الموافق ٦   مارس  ٢٠١٢ م

هل الساحة الشيعية ملك عضوض لمن يستأكلون منها وبها … ؟!


     الجزء الثاني من مقال :
هل الالف زائر يساوون عمامة سياسية    

إن حملة شعار الوحدة الوطنية على حساب القضايا العقائدة ، يقايضون بهرجات اعلامية ومناصب في مقابل الصمت عما يمس الولاية والحجج  على الكائنات !! 
فما وقع في المطار ما هو الا بمثابة رسالة للإستمرار في العطاء مع السلطة فقط ، لانهم غير مضموني الاستمرار معها ، حيث دلت التجارب انهم موصوفون بالتلون بابرام الصفقات ، كالحرباء تتلون كيفما اقتضت الظروف الخاصة والمنافع !! فيوما مع اليساريين ويوما مع الاخوان ويوما مع الشعبيين ، وأخيرا الارتماء بأحضان مصالهم مع السلطة دون اي كياسة ايمانية او حذاقة عقلائية ، في كل ذلك معتمدين على جمهور مغرر بهم ؛ يتبعون كل بوق يعزف على اوتار لهو الحديث .

من تلك المعزوفات - على سبيل المثال - التي تنطلي على قاعدة الرعاع  : 
اولا : النغمة التي يرددونها أن كل الممارسات الطائفية التي مورست ضد الشيعة على مختلف الاصعدة على مدى عقود من السنوات ، ما هي الا حالات وممارسات فردية ، هذه الممارسات التي لم تخف على بسطاء الناس انها ليست حالات فردية بل ظاهرة عامة بادية للعيان ، بل اضحت ثقافة تكفيرية شبه رسمية ،  
ولكن النظرة الثاقبة جدا لحملة شعار اللحمة الوطنية لم تتمكن من رؤية كل المظالم والحيف الذي لم يخل بيت شيعي الا واصيب به بشكل من الاشكال ، لم تر ذلك الا عندما بلغ سيل الممارسات الطائفية طَرَفَ عمامة سياسية ، عندها فقط طاش لبهم وزاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر، وان ما جرى في المطار فقط يعد ممارسة طائفية ، ولكن ما يتعرض له الشيعة  يوميا بل كل ساعة في المنافذ البرية والجوية والبحرية ، ما هو الا حالات فردية ، ولكن ما جرى في المطار يعد بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير اللحمة الوطنية ، وشق عصى وحدة  المسلمين ، عندها فقط شعروا أن الممارسات الطائفية ليست حالات فردية ، 

فكان لسان حال كل فرد شيعي : 
( صح النوم ) أفبعد سبات عميق ناهز عقود اربعة من العمل السياسي المنظم اكتشفتم - الآن - ظاهرة الممارسات الطائفية !!؟؟  

ثانيا : من تلك البهرجات الاعلامية - على سبيل المثال - التي عادة تنطلي على رعاع قاعدتهم ، مقولة ( حضور المئات في المطار لاستقبال العمامة السياسية ، 
بعنوان : هيهات منا الذلة ، بعد الإهانة والإجراءات التعسفية التي تمت بحقه ؛حشود المحبين تستقبل الشيخ بالورود وبالصلاة على النبي وآله ) .
والحقيقة ان عدد هذه الحشود لم يناهز العشرات ، إن لم يكن أقل . 

ولكن هذه الحركات والفلاشات الاعلامية الخائبة تشبه كثيرا حركة قام بها أحد المرشحين عام ١٩٨٥، حيث كان على علاقة وثيقة ببعض الاجهزة الامنية ، فدعما لذلك المرشح من قبل تلك الاجهزة قامت بدورها باعتقال عالم دين محسوب على شريحة اجتماعية شيعية عادة تقف في صف ذلك المرشح ، فما كان من ذلك المرشح الا انتفض مزمجرا لهذا التجاوز ، فذهب وبقدرة قادر لم يخرج من مقر الجهاز الامني الا وهو ممسك بيد ذلك العالم ، فهلل له السذج والرعاع ، فامتلأت مساء ذلك اليوم خيمته الصغيرة من الناخبين ، وحصل في الانتخابات على عدد لا يستهان به من الاصوات ، فكان من آثار ذلك أن لم ينجح من الشيعة إلا نائب واحد لتشتت الاصوات ،   
 
فكم من احداث قديمة وحديثة متشابهة في معطياتها ونتائجها من اهمها انخداع السذج لما يروجه المطبلون لتلك الاحداث . 

ثالثا : هل الانتصار لرموز سياسية يصح أن يرتقي الى حد التقديس العقائدي الرباني ؟! 
ففي الوقت الذي لا يتحرك فيهم اي عرق عندما تتعرض المقدسات الى تعد سافر كمقولة ذلك الناصبي ( بأن زيارة كربلاء أعظم من الزنا ) لكن نجدهم يستشيظون غضبا اذا ذكر رمز سياسي لهم بسوء !! 

اين تلك التعديات من التكفيريين لاقدس المقدسات ، من المساس بمعمم يعتبره جماعته وحزبه رمزا لهم ويسعون لتحويله رمزا شيعيا، في حين لا يرون أي رمزية لإهانات وانتهاكات طائفية جرت لعمائم شيعية أخرى في هذا البلد ، فهل هذا يدعونا لإستنتاج معادلة خطيرة جدا وهي بأنه :
إذا تم التعرض للمقدس العقائدي الرباني يجب السكوت عنه لما تقتضيه مصالح سياسية ، وبعنوان التخوف من الفتنة الطائفية ،  
ولكن في ذات الوقت يعد المساس برمز سياسي معمم أمرا لا يمكن السكوت عنه !! 
الخلاصة : إن أتباع مهرجان عصفورتان استبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير ، استبدلوا الوطنية بالولاية ، استبدلوا المكاسب الحزبية بظلامة ولي الله الاعظم عج ، وكان سعيهم الدائم فقط لامتصاص غضب الموالين لصالح مكتسباتهم الحزبية الرخيصة . 
لذلك  نراهم في مقابل كل تنازل يعودون بخفي حنين ، فلم يحظوا بنيابة الرئيس داخل المجلس ولا التساهل الأمني خارجه !!    
فهل يعتبرون  !؟ كلا والف كلا !!

انتهى الجزء الثاني ، ويليه الجزء الثالث والاخير بعنوان :  
متى يطوي الشيعة مرحلة الجسر الحربي ؟! 
الاحد  ١٠ ربيع الآخر ١٤٣٣ هـ
الموافق ٤   مارس.     ٢٠١٢ م


هل الألف زائر يساوون عمامة سياسية - الجزء الاول

 
 الحمد لله علي ما نال بعض رموز التيارات شيئا بسيطا مما ينال شيعة اهل البيت ع جهارا نهارا من معاناة في كل مرافق الدولة ، والمساس برموزهم  ومعتقداتهم وبهم يوميا على صفحات الصحف والقنوات الفضائية و سائر الوسائل الاعلامية ،
ولكن لا نسمع من ابواق التيارات صيحات الاستنكار الا عندما يصاب بعض رموزهم شيئا بسيطا من ذلك .

سؤال في منتهى البراءة
  
هل كانت اصواتهم سترتفع لو كان المعمم ليس من سلكهم ، او لم يكن كويتيا ، هل هناك فرق لكرامة عمامة رسول الله ص عندما تكون على رأس عالم دين غير كريتي مهما بلغ من فضل  وبين رجل سياسي كويتي كل مؤهلاته انه يجيد اللعب على حبائل السياسة لمصلحة تياره وحزبه .

نقول لهم علمتمونا للاسف الشديد هذا التمايز ! وبذلك ربيتم وللأسف الشديد جيلا من الشباب الخدج فكريا وعقائديا ، هل تنسون ماذا فعلتم بالسيد الفالي الذي اثبت القضاء براءته ؟! - نعم هناك بعض الملاحظات - ولكن كيف كان موقفكم منه ؟!  
من هذا المثال اردنا ان نرسخ مفهوم احترام العمامة التي تنتمي الى مذهب اهل البيت ع  دون تمييز ، ولكنهم اصروا على التفريق ، كما هو اليوم الذي نسمع فيه صراخهم على ما نالهم ،
  
المفروض ان لا نفرق بين هذا وذاك كرامة للباس الروحاني ، فكم من روحاني وخطيب تم تسفيره ، وكم من لم يسمح له بدخول البلاد دون أي ذنب ، اللهم الا بعنوان ( قيد امني ) ولانه شيعي .

ولكن الكثير من العلماء التكفيريين يدخلون البلاد وبضيافة الدولة وينالون من مذهب اهل البيت ع وشيعتهم بمناسبة ومن غير مناسبة ، من غير رقيب ولا حسيب . ولا من ناقد او معترض ،

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ؛ اذا كان هكذا التعامل مع الكويتي ، فكيف سيكون التعامل مع غيره ؟!  
والى اين نحن ذاهبون ؟؟!!  
 
ستثبت لنا الايام القادمة لما ننتطره من هذه الحكومة ذات التوجهات الوهابية التي بدت ملامحها تطفو على السطح شيئا فشيئا ،
فهل نستثمر هذه الحادثة اليوم لترسيخ مبدأ التزام الجهات الامنية في اي موقع التعامل مع من يرتدون الملابس الروحانية دون تمييز بكل احترام ،
لا اظنهم يتفقون على ذلك .   

المفارقة العجيبة جدا أن تعطيل مئات المواطنين نساء رجالا اطفالا لساعات ، مع عدم وجود ابسط الخدمات ، وتحت ظروف قهرية ونفسية ، لا يحرك لبعض النواب اي جفن ، ولكن تاخير معمم - وإن كان مبدئيا مرفوض رفضا قاطعا - اثار في البعض حمية عالية النبرة غير طبيعية .  
فلماذا التاخير المتعمد للمواطنين بباعث طائفي مقيت لا يخالف الوحدة الوطنية كما هو بالنسبة لما جرى للمعمم ؟!

نعم هم مندهشون متعجبون من هذا الاجراء لبعض الرموز السياسية الذين قدموا بالامس القريب  خدمة جليلة للحكومة بإمتصاص غضب الطائفة ازاء المساس بولي الله الاعظم عج ، وتحريف المسار وتزييفه وكأنه موضوع يخالف الوحدة الوطنية فقط ، وليس قضية عقائدية مقدسة ، بل من اقدس الاقداس ، نعم هؤلاء الواهبون ما لا يملكون من كرامة الطائفة ، والمسترخصون المساس بمقام الولاية العظمى هؤلاء يظنون انهم سيستلمون ثمنا مجزيا قريبا ،

ولسان حالهم ؛ لم يكن هذا العشم ،   
فخاب ظنهم ، وكانت عبارات أمينهم اقرب منها الى العتاب وليس اعتراضا واحتجاجا ، وكأنه يقول لهم : هل جزاء الاحسان الا الاحسان ،


( هذه المقالة هي خلاصة تعليقات وحوارات ومداخلات جرت مع عدد كبير من الإخوة المؤمنين حول بعض احداث ساحة الوطن خلال الأسبوع الماضي ) 
 
يتبع الجزء الثاني بعنوان 

( هل الساحة الشيعية ملك عضوض لمن يستأكلون منها وبها … )   

 الاثنين ٤ من ربيع الآخر ١٤٣٣ هـ
الموافق ٢٧ فبراير ٢٠١٢ م