الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

خدام الحسين...لن يُخدعوا عن جبهتهم!

خدام الحسين... لن يُخدعوا عن جبهتهم!



بقلم: عباس بن نخي


-------------




الطليعة المتقدمة في إحياء الشعائر، رواد العزاء وقادة البذل والعطاء، الذين يتقدمون مسيرة البكاء واللطم والجزع والإدماء...
كل مؤمن يعشق سيد الشهداء ويلتزم أداء الشعائر الحسينية بما يمليه الحب والولاء، وكما تأمر الشريعة الغراء، بل بما يقتضيه نقاء الفطرة وتفرضه سلامة الروح، وما يترتب على الطهارة والنجابة...


إن الهزيمة النكراء التي مني بها أعداء الشعائر في السنوات الأخيرة، والعجز المشهود الذي نالهم، والفشل الذريع الذي طالهم، أوقعهم في الحرج أمام آمرهم وقائدهم، الذي أشعل الحرب وأرسلهم يفتعلون الفتن والمعارك، ما شق الساحة الشيعية وشرذمها وبدد طاقاتها في جبهات وهمية.. أُسقط في أيديهم وهم يرون الشعائر في ألَق وازدهار، والتفاني في إذكائها في اطّراد وازدياد، والحرص عليها يندك في النفوس ويقترن بالوجود..
فالثقافة الحسينية الأصيلة أصبحت في متناول عامة الناس، والساحة الإيمانية بمختلف شرائحها وطبقاتها وقفت على عظمة الكنز الذي ورثته من أسلافها وتلقته جيلاً بعد جيل، وكشفت زيف وخواء أعداء الشعائر الذين يصطفون ـ أرادوا أم لم يريدوا ـ مع مستهدفي الحسينيات ومفجري المواكب وقتلة الزوار! ومجالس العزاء ومظاهر الجزع ومواكب التطبير تتنامى وتتضاعف، وحجم البذل المالي يبلغ أرقاماً قياسية (والفقير يقدم كل مدخراته، والقوم يتباكون على عوز الفقراء ويقدمونه كبديل عن البذل في مآتم العزاء! فيا للشقاء!)، والأمة في نشوة عشق المولى والمسارعة والتاسبق في هذا الميدان الملكوتي الأقدس.


إنهم يعيشون الاندحار ويستوطنهم الفشل وتتملكهم الهزيمة.. لذا تراهم في تشنج وهستيريا ومواقف وخطوات تصعيدية تنذر بقرب هلاكهم وتنم عن يأس، ويائس بائس ينادي: علَيَّ وعلى أعدائي!
وهنا مقام النباهة والبصيرة، ومحل الوعي والحكمة:


لن ننجر إلى معارك يستدرجوننا إليها..
لن ننشغل بمهاترات تقلب النزاع وتجر الخلاف إلى الشخصانية..
لن ندافع عن غير الحسين ورسالته وعزائه وشعائره..
سوف ننصرف إلى شأننا ونركز على نشاطنا، ونقدّم أقصى ما يسعنا لنرضي إمامنا ووليّنا، وبالتالي ربنا وإلهنا الذي عقد رضاه برضاهم: رضا الله رضانا أهل البيت.

سنعض على الجراح، ونكتم غصتنا ولوعتنا من سيل الأكاذيب والافتراءات التي يوجهونها إلينا، وهم يصوروننا حالة من العجز والقعود والإخلاد إلى الأرض، مقابل الجهاد والتضحية والفداء (وجلهم ثوارٌ كتبة ومترفون منعّمون!)... وجحافل اللطامين والجازعين والمطبرين تملأ ساحات النضال وتلتحق بصف الجهاد عندما أمر به نائب حقيقي لإمام الزمان، فلم يتخلف أصحاب المواكب ولم يتردد الحسينيون حتى أعلنت الجبهات كفايتها، وما زالوا يتظاهرون ويعتصمون ومطلبهم الوحيد الإفساح لهم للالتحاق بركب الجهاد!

سنكتم الآلام ونجحد الغصة من عدوان أشقاء نذروا أنفسهم لحربنا، بافتراءات يقلبون فيها الحقائق، بلغت تزييف فتاوى المراجع العظام وتحريفها، ناهيك بقراءات واهية وتحليلات سخيفة واستطلاعات اجتماعية وهمية عن التشويه الذي يزعمون أننا نلحقه بديننا ومذهبنا!
سنفرغ غضبنا على الشيطان وأوليائه، ولا شيء يرغمه كإحياء الشعائر الحسينية.. وسنطفئ غضب الله على إخوتنا الذين يتبعون الضالين بدموع نهرقها على مصاب الحسين، وسنمضي متعالين شامخين، فمن مثلنا وقد جعلنا الله في المرحومين وجعلهم من المحرومين!؟






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق