الجمعة، 23 نوفمبر 2012

يا لميس: من ظلم وقتل الامام الحسين عليه السلام؟

من ظلم الإمام الحسين عليه السلام وقتله؟

مقالة لكاتبة بحرينية لا تتورع عن ظهورها الإعلامي سافرة كاشفة لما لايجوز كشفه ولا ترى محذورا في تبرجها بأنواع الزينة المحرمة اتخذها بعض المعقدين من شعائر أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه وسيلة لضربها والتشكيك فيها وتضعيفها .
تركز المقالة على الظلم الذي تدعي الكاتبة صدوره من الشيعة تجاه الإمام الحسين (ع) ولم تتعرض لأكبر ظلم ارتكبته بنفسها ألا وهو تحدثها عن مبادئ الإمام الحسين (ع) وهي تجاهر بالتمرد على وصايا أهل البيت (ع) ومبادئهم عبر خروجها سافرة متبرجة!!
بدأت المقالة النشاز بالاستشهاد بعبارة للشيخ المطهري (رحمه الله)، ومن يلاحظ كلمات السيد الخميني (قدس سره) وهو أستاذ الشيخ المطهري والأعلم منه لايجد فيها أي طعن بقراء العزاء والمنبر ولا اتهاما منه لهم بأن أعظم قتل للإمام الحسين (ع) صدر منهم وكما زعم الشيخ المطهري!!
وبدلا من أن تقوم الكاتبة ومن يقف وراءها من المعقدين  بالاستشهاد بالكلمات المصيبة له، فإنهم عمدوا إلى التفتيش عن أخطائه المتوافقة مع أهوائهم وطرحوها كمنهج وفكر.
 فالشيخ المطهري من حيث كونه غير معصوم وقع في أخطاء واضحة، كادعائه أن الذين قتلوا الإمام الحسين (ع) هم الشيعة (الملحمة الحسينية ج3 ص94)، وهي نفس الفرية التي عمد خصوم التشيع إلى ترويجها حين قالوا إن الحسين (ع) قتلته شيعتهم ليبرروا دور شيعة آل أبي سفيان وهو الإسم الذى أطلقه سيد الشهداء على من قاتلوه!!
وكيف يمكن  للشيعي المحب وإن قصّر بجهله أحيانا أو بسوء بعض أعماله أحيانا أخرى أن يكون أعظم جرما من مبغضي الإمام الحسين (ع) وقتلته أي يزيد واليزيديون؟ وأين يتفق هذا مع نصوص القرآن وأحاديث أهل البيت (ع)؟
أليس هذا الاتهام هو الظلم الحقيقي؟!
ولنعرج إلى بعض ما اعتبرته الكاتبة ظلما للإمام الحسين (ع)؟
1 - زعمت أن الإمام الحسين (ع) ظُلم عندما نسبت إليه خرافات ونسب إليه الغلو ولم تذكر شاهدا واحدا على زعمها؟! 
2 - وعرجت على ظلم الرواديد لأنهم نسبوا إليه (ع) أنه طلب الماء بطريقة مذلة، وهي مجرد دعوى كسابقتها، مع أن مجرد طلب الماء لا يعد ذلا، فمن يطلب الماء من العدو وهو عالم أنه سيموت عطشانا وكما أخبر جده المصطفى (ص) فإن طلبه لايكون حقيقيا بل لدواع أخرى كالاحتجاج وفضح العدو!!
3 - ثم زعمت أن تصوير السيدة زينب (ع) امرأة كثيرة البكاء يتنافي مع صبرها وثباتها وهو جهل منها بالقرآن الكريم ، قال تعالى: { فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم * وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم} (يوسف: 83 و84) فاعتبر القرآن الكريم النبي يعقوب (ع) صابرا صبرا جميلا مع فقدانه لبصره من كثرة البكاء.
4 - ثم رددت الكاتبة مقالة طالما رددها أعداء التشيع وخصومه وهي أن مظاهر العزاء (ع) على الإمام الحسين (ع) هي من باب جلد الشيعة لذاتهم وتعذيب أنفسهم لأجل التقصير في نصرة سيد الشهداء (ع)، وأن أول من فعل ذلك التوابون، وهي دعوى باطلة فإن أول من دعا إلى مظاهر الحزن والجزع على الإمام الحسين (ع) كالبكاء واللطم وشق الجيب وغير ذلك هم النبي وأهل بيته (ع)، ومن ذلك ما رواه الطوسي بسند صحيح عن الإمام الصادق (ع): "كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام". (أمالي الطوسي المجلس6 الحديث20)، وما رواه أيضا عن الصادق (ع): " وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي عليهما السلام، وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب". (تهذيب الأحكام ج8 ص325)
5 - ولبيان معارضتها للتطبير الذي أفتى بجوازه أو استحبابه أغلب فقهاء الإمامية الكبار زعمت الكاتبة أن أول من قام بشق الرؤوس هم التوابون، وهو كلام يفتقر للدليل فلا وجود لذلك في المصادر التاريخية، مع أن قادة حركة التوابين كسليمان بن صرد الخزاعي من الممدوحين. (راجع معجم رجال الحديث للسيدالخوئي ج9 ص283)
6 - ثم زعمت أن التطبير يشوه المذهب وأنه يجلب ازدراء العالم، وهي لغة عفى عليها الزمن، يقول المرجع الديني الشيخ بشير النجفي حفظه الله:
"لقد ذكرنا أن التطبير واللطم على الصدور مباحة بل توجب الأجر والثواب مع توفر الشرائط الخاصة التي ذكرناها في أجوبة سابقة، وأما ما ذكره المعترض فمن الغريب أن يحاول المسلم أن يستنتج شرعية العمل بالرجوع إلى غير المسلمين، وهل هذا إلا إحساس بالنقص؟!". (الشعائر الحسينية ومراسم العزاء ص248)
ويجيب عن سماحته عن سؤال حول التطبير والضرب بالسلاسل والزحف إلى القبر الشريف ودعوى‍ تشنيعها للمذهب:
"الموارد التي أشرت إليها من الشعائر بل من أبهاها، وأما إن كنت تريد أن ترضي أعداء الله ووأعداء رسوله وأعداء أهل البيت فهم لا يرضون ما دمت في حضيرة أهل البيت (ع)". (المصدر السابق ص90) 
7 - ثم اعترضت الكاتبة على صرف المبالغ الكبيرة في مجالس العزاء، ومنشأ اعتراضها عدم معرفتها بقيمة هذه المجالس وأن صرف المال فيما يكون سببا لحفظ المذهب هو صرف للمال في موضعه، يقول المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي حفظه الله:
"إن الاهتمام بإقامة أمثال هذه المجالس والمراسم وصرف المال الكثير بلغ ما بلغ هو رمز لحياتنا ومن شعائر ديننا ومذهبنا". (الشعائر الحسينية ص81 طبعة عام 1428ه‍)
8 - وفي ختام رسالتها زعمت أنه بقي الرثاء وتبدد الإرث والفكر والهدف!! 
ولكن هذا السيد الخميني (قد) الذي فعل ما لم يفعله هؤلاء المنظرون المترفون المعقدون من الشعائر ينادي بأعلى صوته، إن الإرث والدين لا يحفظ إلا بالرثاء والشعائر الحسينية، يقول (قد):
"ينبغي لنا إحياء محرم وصفر بذكر مصائب أهل البيت (ع) فبذكر مصائبهم بقي هذا الدين حيا حتى الآن". (نهضة عاشوراء في كلام الإمام الخميني ص114)
"عليكم أن لا تنخدعوا بمزاعم وأحابيل الشياطين الذين يريدون أن يجرّدوكم من هذا السلاح، ليحذر شبابنا من ذلك، فهذه الشعائر الحسينية هي التي حفظتنا وصانت البلد". (نهضة عاشوراء في كلام الإمام الخميني ص100)

ما بين صلاح الفضلي ولميس ضيف!

ما بين صلاح ولميس !!!

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتب الأخ صلاح الفضلي مقالة أسماها لا تقتلوا الحسين مرة أخرى في تاريخ ١٧-١١-٢٠١٢ ادعى فيها أنه اقتبس كلاماً من كتاب الملحمة الحسينية المنسوب للشهيد مطهري رحمه الله متوهماً أنه قد نقل الكلام من الكتاب المزبور بينما الحقيقة أنه  نقل كلاماً من مقالة الكاتبة البحرينية لميس ضيف  وقد نشرتها في ٢٢-١٢-٢٠١٠ وأسمتها: كم مرة قتل الحسين وبكم سيف ذبح ؟

ولم يكن من بين كلام الشهيد المطهري في مقالة لميس ضيف سوى الفقرة الأولى التي فيها تقسيم أنواع استشهاد الإمام الحسين إلى ثلاثة أقسام، وما بعد ذلك هو كلامها، ولكن لأن الأخ الفضلي لم يميز بين الكلامين نقل كلام لميس ثم كتب في نهاية مقالته : انتهى كلام مطهري !!! 

والدليل على أنه ليس كلام الشهيد ما خطته لميس ( والذي نقله صلاح بالتبع ) :  لا يصدق أنه انقضى على الواقعة المرثية ١٣٧٠ عاماً (انتهى).
فلو اضفنا ستين عاماً سنة استشهاد الامام الحسين ع لأصبح ١٤٣٠هجرية ومطهري استشهد قبل أكثر من ثلاثين سنة  في سنة ١٣٩٩ هجرية فأين ١٤٣٠ من ١٣٩٩؟

فأي أمانة في النقل ؟ وأي قراءة لكتاب الملحمة الذي يدعيه ؟ هل ما نقله من مقالتها حجة على الشيعة الآن ؟ وهل فهمها حجة علينا ؟ فهل صلاح يأخذ دينه من لميس ؟ أم من المقالات ؟! 

يا دكتور أنت مجرد ناقل من مقالة ولم تقرأ كتاب الملحمة الحسينية متوهماً أنك نقلت كلام الشهيد ، فلا الفهم فهمك ولا الكلام لمطهري فيا لها من تعاسة .

وأنت في ميدان الكتابة وتعلم ما اقترفت يداك ، وأشفق عليك كثيراً من هذه السقطة ، فأين المصداقية ؟ وأين الأمانة العلمية ؟ وأين المطالعة ؟ هل مجرد الاقتباس يجعل من الانسان كاتباً ؟ أين التدقيق والتصحيح والتروي في الكتابة ؟
 هل يصح لنا أن نقول : أنك لص من لصوص الكلمة  ؟ أم مزور للكلمة ؟ أم مدلس ؟ أم متوهم في نقل الكلمة؟ 
سأحسن بك الظن وأقول أنك متوهم، اعتمدت في نقلك لكلام لميس ومع ذلك لست معذور .

ونصيحتي لك أن تعتذر لقرّائك من دون مكابرة فقد استغفتلهم  .
ونصيحتي الأخرى أن تنشغل فيما يعنيك وفي تخصصك وأن ترجع لأهل الاختصاص في الجوانب الأخرى ، فلو وجعك ضرسك ستذهب إلى طبيب الاسنان لا إلى البقال والعطار وكاتب مقال من أمثالك.
ونصيحة ثالثة إقرأ ودقق وحقق وسل أهل الخبرة ثم اكتب ما تريد وخاصة في مسائل الشرع المقدس ، فإنه دين وليس عجين تعجنه كيفما شئت جارفاً معك آلاف البسطاء من القراء العوام  الذين لا حول لهم ولا قوة وذنبهم الوحيد يقرؤون لك .

ولمن يريد أن يتأكد : 

رابط مقالة لميس ضيف
رابط مقالة صلاح الفضلي

والحمدلله رب العالمين


المقالة لـ سلمان السعدون

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ملحمة المدعي صلاح الفضلي

يكرع الأخ الحسيني المجاهد كأس العصير الطازج، فالمعلبات تضر بصحته وتفسد مزاجه، ويمسح على بطنه ليستفز أرياح معدته بعد وجبة دسمة ليتجشأ... ثم يستلقي أمام تلفزيون ٥٢ بوصة يستعرض مئات قنوات الأفلام والتسلية التي يقتل بها وقته، حتى يغفو ويسقط ريموت الكنترول من يده! ولا يستفيق إلا على موعد النادي الصحي الذي يفضل عقد لقاءاته مع أصحابه فيه، حول مسبحه الفاخر أو في حوض الجكوزي أو غرفة السونا والبخار. 
للمهزلة الثورية صور متعددة، ليست هذه أقصاها ولا هي أدناها في الانحطاط، فالرجل الذي يبكي تراث الخميني ويندب خطر إسرائيل والغدة السرطانية التي يجب أن تجتث، يهادن الأنظمة الطاغوتية التي يقول الخميني أنها أساس الفساد وسبب تخلف البلاد والعباد، ويعلن أن لا تحرير للإنسان والأوطان إلا بإزالتها، فيواليها وينخرط في مشاريعها ومؤسساتها حتى القمة، ويندك في هويتها ليغدو المصداق الأتم لأعوان الظلمة...
هكذا يعيش "جيفارا" الإسلام و"غاندي" خط الإمام حياته الثورية، حين يعود من عمله الذي حوله عضواً في الطبقة المخملية خلال سنوات معدودة استقطبت فيها مواقفه "الحسينية" وكالات البضائع المتوافقة مع ميوله واهتماماته فصارت تجارته شغله الشاغل  
ثم يفجر الساحة ويفتح نوافذها على أعاصير الفتنة مكابرة لموقف خاطئ يصر عليه وعناد لا يبالي أن يدفع الجميع ثمنه!
هذا كل ما ينعكس على الرجل من السيرة الحسينية، وهذا كل ما نراه في سلوكه من قيم الثورة والنضال والجهاد و"الملحمة"...
إن التميز عن الآخرين والترفع عليهم بالوعي المدعى والريادة الحركية والتقدمية مقابل الرجعية، له ثمنه، ومن يريد الغنم فعليه الغرم.
لذا لن نقبل هذه الدعاوى من شخص يقبع في أحضان الظالم وموالاته، لم نشهد من "حراكه الثوري" ولوازم الانتماء للخط الحسيني إلا نقيضه المتمثل في اللهث خلف مكاسبه الشخصية، وبدرجة متأخرة  مكاسب حزبه وتياره وإن كان على نحو الانبطاح للسلطة وتقديم الدعم والتنازلات لها!
ومن نجا فلم يكن من المنبطحين، فهو قطعاً ليس من الثائرين!
لقد تحول الحسين (ع) في فكره وكربلاء في حياته إلى ترف وثقافة، تبدأ وتنتهي وما زالت تتوقف عند إنكار وجود الرباب عليها السلام مع زوجها الشهيد، والتهالك على إثبات بطلان عرس القاسم، ومقارعة البكاء واللطم والتطبير، وقمع حريات يمارسها مؤمنون كل جريمتهم أنهم متشرعون يلتزمون الأصول العلمية سواء في قبول الأفكار والأحكام أو في حجدها وردها!
وكأن سبب تأخر المسلمين هو إيمان هذا الموالي البسيط بوجود أم علي الأكبر في كربلاء أو عمله بفتوى مرجع تقليده في شعيرة حسينية يرى أغلب الفقهاء جوازها أو استحبابها!
أما مقارعة الظلمة والنهضة والقيام والتضحية والجهاد، وشظف العيش وطريق ذات الشوكة... فصور من الماضي الذي كان يشغلهم عن مناصبة الشعائر العداء ....
المهزلة والمأساة أن تنسى الملحمة الحقيقية وتغفل أصل القضية إلى مناكفات ومهاترات تخلق جبهات وهمية يشغلون بها الساحة عن التيقظ والانتباه وفضح إفلاسهم وانحرافهم عن خط الإمام الحسين عليه السلام الذي نادت به أدبياتهم: خط الثورة والتضحية والجهاد!