خاص بالعاشقين
بقلم: عباس بن نخي
----------
لا تقرأوا....
الأغراب عن ربوع الحب والولاء،
الضلّال في شعاب الأباطيل والأهواء، القابعون في زوايا الجهل وأركان الظلام.. حق أن تُغشى أبصاركم من سطع الأنوار، وتعمى قلوبكم من بهر الضياء، فتستوحشوا في مدن العشق والغرام، وتروا أنفسكم أجانب في سوح الهيام...
الذين لم يرتشفوا من زمزم حب المصطفى جرعة، لم يعتكفوا في حرم ولاء بنيه ساعة.. الذين ما دخلوا مع النبيين جنان الصاقورة، ولم يؤمنوا بهذا الغيب ليذوقوا من حدائقهم الباكورة، والذين لم يعهد منهم الوفاء، لم يتبعوا من أُلبس حلة الاصطفاء...
التائهون في دهاليز السلطة والمال، اللاهثون وراء خفق النعال، المتهالكون على الجاه والشهرة، الغارقون في مجارير النفاق والسياسة، المركوسون في الدجل والنصب والاحتيال..
لا تقرأوا هذا المقال ولا تقربوا من هذي الحال، فلن تعودوا إلا بمزيد من التعاسة والشقاء، والبعد والبلاء...
دعوكم في حضيضكم الآسن، رهائن إصركم والأغلال، ابقوا حيث أنتم ولا تدنوا منا ولا تدخلوا فينا...
إننا نسمع قرع طبول الحرب الكونية، ورجع أبواقها ينادي: حيدر حيدر... فهل تسمعون؟!
نحن نرى الملائك شعثاً غبراً، تطفر في سمائها وقد طاش لبها وفقدت صوابها وأضاعت رشدها، فما عادت تدري ماذا تصنع، لا والله بل فعلت فجزعت، فنهضت تؤدي بعض حق المصاب!.. فهل تنظرون؟!
إننا نشعر بالزلزال الذي سيقع فجر الغد، يهز عرش جبار السماوات والأرض، فيتداعى له كل شيء في الملك والملكوت، فكأن القيامة قد قامت.. فلا نملك إلا الفجعة والهلع.. فهل تشعرون؟!
في القدسي الذي تقشعر له جلود الذين آمنوا، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله: "لولا أطفال رضّع، وشيوخ ركع، وبهائم رتع، لصببت العذاب على أهل الأرض صباً"..
بهؤلاء يدفع البلاء...
وفي ملحمة العاشقين وربوع المحبين أوتاد مغروسة في عمق الولاء، تحيط بأصل الشجرة وجذرها، وأساطين منتصبة ترتكز على ذلك الأساس، تتلقى الصواعق والنوائب فتدفع ما حق أن يحل على بلاد وأمة قصّرت في واجب العزاء، وأوجبت على نفسها سخط الرب وغضب السماء...
إن الجازعين الذين سيروون الأرض من دمائهم صبيحة الغد، ينهضون (فيما يفعلون) بمهمة حفظكم وحراستكم، في أنفسكم وأعراضكم وبلادكم، أن يحل سخط الله عليكم...
لن يفقه دجال يغرر وغراب ينعب وذئب يعوي وكلب ينبح، وبطر أشر، مترف مستكبر، ماذا نرى ونسمع، وكيف نشعر وندرك...
وبالفارسية لعلهم يفهمون:
"هر آن کسی که در این حلقه نیست زنده به عشق"
{من لم يكن معنا حياً في حلقة العشق هذه}
"بر او نمرده به فتوای من نماز کنید"
{صلوا عليه ـ بفتواي ـ صلاة الجنازة وإن لم يكن ميتاً}!
إنهم أموات، ونحن أحياء بالحسين: "أشهد أنك قتلت ولم تمت، بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك، وبضياء نورك اهتدى الطالبون إليك"...
وأنتم أموات بغير الحسين مهما عظم (في أعينكم) "إمامكم" الذي استبدلتم به الحسين، ومهما تشدقتم وتنكرتم وكابرتم... أنتم أموات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق