للحصول على هذه المقالة بصيغة بي دي اف اضغط على أحد الروابط التالية:
(1)
(2)
(3)
(4)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
بعد أن عجز أبناء التبيان عن الرد علينا هنا:
نعود لهم من جديد،
وهذه المرة مع كتيبهم
(التأويل فوق النقد!: تفكيك خطاب ماكر)
*** *** *** ***
مقدمة
من صفات أصحاب الأهواء والميوعة الفكرية أنهم يتحاشون أي علوم أو ضوابط تجعلهم تحت مجهر التدقيق لذلك فأوّل ما يتوجهون إليه هو الطعن بالعلوم العقلية واللغوية وغيرها التي تملك ضابطة على أساسها يمكن كشف الأهواء والميول والمغالطات التي يسوقها أصحاب الميوعة الفكرية. ومن صفاتهم الأخرى أنهم يعطون الشرعية لكل المنحرفين والضالين والمضللين حتى لا يكون هناك ما يمكن له أن يكشف انحرافهم وضلالهم حين مقارنتهم به. هذه الصفات نراها تتجسد بصورة واضحة جدًا في (مدراس التبيان وكر الشيطان) لكنهم في هذا المدراس أضافوا صفة أخرى وهي أنهم يتحاشون الرد على الإشكالات عليهم باتهام الطرف المقابل بأنه (بذيء، غير مؤدب، غير محترم، شتّام، غير مستحق للرد، يكيل السباب ...إلخ) وهكذا يتهربون من الإلزام والإشكالات باتهام الطرف المقابل في أسلوبه وأخلاقه، وكأنهم ما قرؤوا القرآن الذين يدعون – زورًا وكذبًا – أنهم يحييونه ويدافعون عنه [بتخريبه!] وهو ينطق بالحق في سورة الطور عندما اتهموا النبي بأنه كاهن أو مجنون أو شاعر لم يهملهم الله سبحانه بل أخذ بكلامهم وذكره ثم أجاب على إشكالهم {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ} فهو قبل التحدي وأجابه ولم يتذرّع – حاشاه – بهذه الألقاب ليتهرّب من الرد والإجابة.
ولكن دعونا نرى، كيف أن أبناء (مدراس التبيان وكر الشيطان) لا يقل لسانهم بذاءة ولا تربيتهم قلّة عمّن يزعمون بذاءة أسلوبهم! فكأنهم يرون القذّة بأعين الآخرين ولا يرون الجذع النابت في أعينهم، وهذه من صفات أهل الزيغ والضلال.
لقد نشروا قبل فترة قصيرة كتيبًا مليئًا بالمغالطات والتفاهات أسموه بـ(التأويل فوق النقد! : تفكيك خطاب ماكر) في الرد على السيد منير الخباز حفظه الله ورعاه، وهو كتيّب كتبته (لجنة التأليف) دون وضع أسمائهم، فهنيئًا لسيد منير خوف خصومه وخشيتهم حتى جعلوا للرد عليه (لجنة) ! .. على كل حال، لنا مع هذا الكتيّب وقفات قليلة، ,وقصيرة، وليست ردودا مفصلة فليس هذا مقامها ولا مكانها ولعلها تأتي في قادم الأيام إن شاء الله.
رؤية التبيان وكر الشيطان للمؤمنين
كيف يرى أبناء "مدراس التبيان وكر الشيطان" عموم الشيعة الموالين؟
في الكتيب المذكور، الصفحة 5، يصفون جمهور المؤمنين بـ:
(1) مجتمع أمّي
(2) غير محيط بعلوم العصر
(3) متجرد من الإطلاع والقراءة المستدامة
(4) يخوضون بشؤون الحياة بعيدًا عن المعرفة
وفي الصفحة 6، من ذات الكتيّب، يكملون حفلة السب والشتم هذه بقولهم أن المجتمع الذي منه أنا وأنت وأهلنا أيها القارئ المحترم:
(1) يعاني من تخلّف شامل
(2) يخضعون بمزاجهم لخطيبٍ جاهل ذو ثقافة شعبية [فالشعبية صفة سلبية تنسحب على عموم الشيعة]
(3) غالبية المجتمع قطيع
(4) يعرف أبناء هذا المجتمع الحق بالرجال!
(5) اعتادوا أن يهزّوا رؤوسهم
(6) غلبت عليهم الأمية
(7) لا يملكون القدرة على النقد
(8) يصطفون بالصفوف ليقبلوا الرؤوس والكفوف
وهكذا ترى كيف أنهم في صفحتين فقط كالوا التهم الشنيعة ومارسوا التسقيط المتعمد لجمهور المؤمنين – وهذا مجرد غيض من فيض - لأنهم فقط رفضوا هذا المنهج المزوّر والمكذوب على الله ونبيّه وآل بيته، المخرّب للقرآن والسنة النبوية، ومع ذلك يتهمون خصومهم بأنهم بذيؤوا اللسان وغير محترمين! فما أفصح السارق حين يتحدث عن الأمانة!
رؤية التبيان وكر الشيطان للعلماء
عندما تصدى سماحة السيد منير الخباز حفظه الله ورعاه لبيان بعض ملاحظاته على هذا المنهج التأويلي الباطل في محاضرة من محاضراته الشيّقة والمفيدة، وهي محاضرة: مفاتيح أسرار القرآن الكريم، وقد قرأها في نفس الليلة في ثلاثة مجالس مختلفة، وأنت أيها القارئ النبيه والمتعلّم تعرف جيدًا أن المحاضرة ليست كالكتابة فالمحاضرة مختصرة ومحدودة الوقت وذهن المحاضر فيها مشغول بأفكار متعددة وينظر لعقول مختلفة الدرجات في التلقي ويجب أن يراعي فيها المصيبة خصوصًا وأنها في شهر محرم الحرام والجو الذي يفرضه هذا التوقيت بالإضافة إلى ضرورة شرح الفكرة وبيان نقضها وغير ذلك من العوامل المؤثرة، ومع ذلك فقد عمد أبناء (مدراس التبيان وكر الشيطان) إلى إصدار كتيّب بعد أكثر من سنة على إلقاء هذه المحاضرة للرد عليها! فكان لهم الوقت الوفير والمجال الواسع لذلك، ومع هذا فانظروا إلى كمّ البذاءة والشتائم والسباب الذي كالوه لسماحة السيد منير الخباز حفظه الله لأنه انتقد أباطيلهم المنسوبة زورًا للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولو وُجّهت نصف هذه البذاءات التي تلفظوا بها إليهم لأقاموا سرادق العزاء ولطموا الصدور وعملوا المناحات والبكائيات كما هي عادتهم، وكعادة أهل الزيغ والضلال يعيبون غيرهم والعيب فيهم أكبر وأوضح وأجلى وأتم.
دعونا نقف هنا وقفة مع كتيبهم «التأويل فوق النقد! : تفكيك خطاب ماكر» ونرى بذاءتهم.
كيف يرى أبناء "مدراس التبيان وكر الشيطان" خطباء المنبر الحسيني، والسيد منير الخباز حفظه الله؟
أوّل ما ابتدأ أبناء "وكر الشيطان مدراس التبيان" هو تجريد سماحة السيد منير الخباز من لقب السيادة، وهو لقب تشريف لشرافة النسب والاتصال بالنبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، تقليلاً له وربما طعنا بنسبه الشريف – والعياذ بالله – فوصفوه في الصفحة 7، بـ "المدعو منير الخباز"! فيا لله وهذا التجاسر على أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسوء الادب معهم.
ولم يكتفوا بذلك بل شنوا بشتائمهم وبذاءاتهم حملة مكثفة، وهذا بعض ما قالوه، فركز أيها القارئ الكريم على كلمة "بعض":
في الصفحة 5 وصفوا الخطباء بأوصاف هي أشبه بخطابات الملحدين وأوصافهم لعلماء الإسلام! فقالوا أنهم:
(1) ذوي ثقافة شعبية
(2) ينتمون لأهل التقليد لا لأهل التحقيق
(3) ينطلقون بالاعتراض انتصارًا لمصالحهم
(4) ليس من مصالحهم أن تستيقظ العقول
وهاجموا شيخ الطائفة، الشيخ الطوسي رضوان الله عليه، كما في الصفحتين 69-70، واتهموه بأنه السبب في القول بمحدودية علم الكتاب، واستيلاء الجهل على الأمة، وتبني الفكرة المروية عن مذهب الرأي والسقيفة وتوسع في ذلك كثيرًا البحراني في كتابه (التأويل)!
ثم شنّوا حربًا بألفاظ قاذعة على سماحة السيد منير الخباز فوصفوه في الصفحة 7 بأنه:
(1) يغامر فكريًا من على المنبر
(2) يعارك معارك دونكيشوت
(3) غير نزيه
(4) غير علمي
(5) غير متقن
وفي الصفحة 8:
(1) مفتري
(2) مفبرك
(3) مصطنع
وفي الصفحة 40:
(1) تتلاعب به الأهواء
(2) مزدوج المعايير
وفي الصفحة 57:
(1) يتبع منهج السامريّ في الإضلال!
وفي الصفحة 65:
(1) يمارس الافتراء والكذب عمدًا
وفي الصفحة 67:
(1) يتوخى التشويه والتشنيع عدوانًا
(2) يخبط في عشواته خبطًا
(3) يضلل السامع عن الحقائق
(4) يمرر أفكار منكرة
(5) يمارس التضليل بعباراته
وفي الصفحة 78:
(1) متخلٍ من النزاهة
(2) يكذب ويبهت ويفتري
(3) لا يملك دليلاً سوى الهوى والضغائن
(4) مهووس بمقام الزعامة
(5) مهووس بدنيا حقيرة أنستهُ الآخرة!
(6) يمارس الدعاية السوداء
(7) يخاف على زعامته الخلبية
(8) يخاف على متاع دنياه؛ وصاحب بضاعة بائرة
(9) لا يفكر في الدين ولا يتحرى اليقين!
وفي الصفحة 79:
(1) خطابه ضرب من الشائعات التي ينشرها الحمقى ويصدقها الأغبياء
(2) يستغبي الناس ويستجهلهم
(3) الكِبَر يهيمن على أفق تفكيره
(4) متهور ومجازف
(5) خطاباته بائسة ومغامرة
وفي الصفحة 89:
(1) يريد بالدين مكرًا
(2) يمارس عملية تدليس على الجمهور
(3) صاحب صوت نشاز
(4) يصد عن سبيل الله
(5) أعماه الحقد!
وفي الصفحة 94:
(1) ابتلى المنبر الحسيني به!
(2) أفق تفكيره مقصور على المصالح الشخصية
(3) مستأكل باسم الحسين (ع)
وهكذا أيها القارئ الفاضل، ترى جزءًا يسيرًا من كمية البذاءة وعدم الاحترام والتسقيط والشتم لشخصية علمائية محترمة كسماحة السيد منير الخباز الذي بإمكانك مقارنة انتاجه ودوره ومستوى خطاباته ومستواه العلمي مع تفاهات "وكر الشيطان مدراس التبيان" لترى أين الثرى من الثريا ورغم ذلك لم يشفع هذا كله له لأنه انتقد منهج التأويل الباطل المُشوِّه للقرآن الكريم والسنة النبوية! فإن كان هذا هو تعاملهم مع شخصية بوزن سماحة السيد منير الخباز حفظه الله ودوره المهم في الدفاع عن الدين في وجه الحداثة والإلحاد والمخالفين، فقط لأنه انتقدهم بكل احترام، والمحاضرة موجودة على يوتيوب لمن يريد مشاهدتها، فكيف بعوام الناس الذين تنبهوا لبطلان ما يقولون؟ وقد وصلتنا معلومات كثيرة عن تهديدات هددوا بها من أراد الخروج من مدراسهم وكر الشيطان والاعتراض على المنهج الباطل الذي يعلمونه للمنتسبين لهم ويروجونه بين عوام الشيعة ليخربوا عقائدهم ويسلبوهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ويستبدلونها بولاية الشيطان!
ثم إن كان السيد منير الخباز مع كل نتاجه لم يخدم الناس، فمن الذي خدمهم، متمشيخكم باسم القلاف الذي لا يجيد نطق كلمتين مترابطتين ويتهرب من لقاء العلماء والفضلاء؟ ما لكم كيف تحكمون!
وقفات
ولنا هنا وقفات أخرى مختصرة وموجزة على هذا الكتيّب السخيف، لنشير إلى بعض ما فيه، وكما قلنا فإن الرد التفصيلي عليه متروك لمقام آخر.
_____ [ 1 ] _____
نزول الوحي
في الصفحة 20، من كتيبهم (التأويل فوق النقد) يقولون:
((... وننصت إلى ما تنطق به وحيًا استنباطا للمعنى، ونصطلح على هذه الخطوة الثالثة بـ(إجراء الاستنطاق)، ثم نترجم ذلك الوحي الذي تلّقته عقولنا بالعبارة المؤدية له، والدالّة عليه، وتسمى هذه الخطوة الرابعة بـ(إجراء الترجمة)...))
أقول: وهنا ترى أيها القارئ النبيه كيف أنهم يعترفون بأن الوحي ينزل عليهم، وان هذا الوحي يؤدي إلى استكتاب وتوليد آيات قرآنية جديدة ومستمرة، والعياذ بالله! وليس هذا بمستغرب منهم فشيخهم أحمد البحراني قد ادعى مثل هذا المدّعى، فجبرائيل عليه السلام ينزل بالوحي على متبعي هذا المنهج الباطل يولد آيات قرآنية جديدة، فقد قال البحراني في كتابه (التأويل) ص 56:
((...الثاني/ النزول الذي يقوم به الوحي القرآني الناتج عن عملي استنطاق النص، فهو نزول ينسب إلى جبرائيل باعتبار أن نزول القرآن منسوب إليه، وهذا النزول الذي يقوم إلى جانب النزول المباشر، يمكن الاصطلاح عليه بالنزول الغير مباشر، أو بالنزول التأويلي ...))
ويقول في نفس الصفحة:
((... وأيُّ تشكُّل للنص منضبط بالمنهج [التأويلي] يعتبر إنزالاً، لذلك نسبت الآيات النازلة تأويلاً إلى جبرائيل...))
ويقول في نفس الصفحة أيضًا:
((... وبناء على هذا، فالقرآن في نزول مستمر..))
وهكذا ترى أيها القارئ كيف يتألهون على الله سبحانه وكيف يسقطون النبي الأكرم من مقامه بحيث صاروا يساوونه بأنفسهم في تلقي الوحي القرآني!
_____ [ 2 ] _____
علوم اللغة
على الرغم من أنّ "مدراس التبيان وكر الشيطان" لا يعترفون باللغة العربية وعلومها، كما في كتاب (التأويل) للبحراني ص 225:
((...فاستندت مدرسة الرأي المنطلقة في فقهها من ظاهرية النص إلى علوم اللغة لتؤسس للفقه الظاهري أساسه، بينما ظلت مدرسة التأويل التي مثلها أهل البيت تواصل إلتزامها بفقه النص الذي أرساه الرسول على قاعدة من التأويل ...))
إلا أنهم في سياق الرد على سماحة السيد منير الخباز حفظه الله، كما في كتيب (التأويل فوق النقد) الصفحة 29، يستشهدون بصحة استدلالهم بقولهم:
((.. يدل على ذلك ما نصّت عليه معاجم أهل اللغة حيث ورد فيها، في مادة دبر: التدبير في الأمر: أن تنظر إلى ما تؤول إليه عاقبته))
فإن كانوا لا يعترفون بسلطان علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة ومعاني لأنها تمثل ضابطة تحكم استخدام اللفظ وهو ما يتهربون منه، فما كان عليهم أن يستشهدوا بصحة استدلالهم بموافقة أهل المعاجم اللغوية! لأن في هذا رجوعهم إلى مرجعية خارجية وهو ما استنكره شيخهم البحراني في كتابه (التأويل) ص 225، بل وزاد ذلك بانتقاد المعاجم اللغوية خصوصًا في صفحة 402 وما قبلها وما بعدها!
أما إن كانوا يعترفون بها فإن استشهادهم لا يسعفهم لأنه يظهر انه بلا معاجم أهل اللغة والعودة إليهم فلا ضابطة في التيقن مما يقولونه "ويستنبطونه" وأن ما ادعوه من كون اللغة مسجونة في سجن أبدي صنعه الخليل وأهل اللغة [التأويل/ ص 225] هو زخرف من القول!
كما أن الاستظهار الذي قرنه السيد منير الخباز بالتدبر، صحيح، فقد قال ابن منظور في لسان العرب:
((..وظَهَر الشيءُ بالفتح، ظُهُوراً: تَبَيَّن. وأَظْهَرْتُ الشيء: بَيَّنْته. والظُّهور: بُدُوّ الشيء الخفيّ))
وهو ما يوافق قول ابن منظور في لسان العرب بأن التدبر هو:
((...ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّره: نظر في عاقبته، واسْتَدْبَرَه: رأَى في عاقبته ما لم ير في صدره؛ وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَي بأَخَرَةٍ؛ قال جرير: ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتى يُصِيبَكُمْ، ولا تَعْرِفُونَ الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا والتَّدْبِيرُ في الأَمر: أَن تنظر إِلى ما تَؤُول إِليه عاقبته، والتَّدَبُّر: التفكر فيه))
فلا معنى لاستنكار ذلك خصوصًا وإن كان المستند هو صنعة اهل اللغة، وليس بلا ضابطة كما هو منهج أهل "وكر الشيطان مدراس التبيان" لأنه لولا أهل اللغة ما كان لهم فهم كلمات اللغة، فهذه المعاني هي المرتكز ةفي الذهن وعلى أساسها تترجم الكلمات لتُفهم، خصوصًا وأن السيد منير حفظه الله كان في وارد إلقاء محاضرة ليلة 11/ محرم الحرام وليس إلقاء ورقة بحث في مؤتمر أو كتابة مقالة تتطلب منه النقل الحرفي لمعاني كلماتٍ يدركها العرب ببساطة.
_____ [ 3 ] _____
مقام الإمامة
يقول أبناء "التبيان وكر الشيطان" في صفحة 41 من كتيبهم (التأويل فوق النقد):
((... هل يجرؤ الإمام علي (ع) أن يفعل ما لم يفعله الرسول؟ ليصبح التفسير بالجمع بين الآيات المتناظرات اجتهادًا وتخرصًا؟ من أين تعلّم الإمام علي (ع) هذه الطريقة في جمع الآيات المتناظرة وتحصيل المعنى استنباطًا واستنطاقًا؟ إذا كان قد أخذ هذه الطريقة من النبي (ص) فمعنى ذلك أن النبي عمل بها أولاً، فهي سنة نبوية، وأن الإمام علي (ع) اقتدى بالرسول واستنّ بسنته عندما فسّر القرآن بعضه ببعض أم يفتري الخباز على الإمام علي (ع) ويوصمه بالابتداع من عندياته وجعل ما ليس من الدين دينًا؟...))
وملّخص كلامهم هذا، ولازمه، أن الإمام علي عليه السلام بل سائر الأئمة المعصومين عليهم السلام لا يختلفون بتاتًا في علمهم وفتواهم ومنهجهم عمّن يسير على منهج البحراني، فكل من يسير على منهجه المبتدع فهو يقف على قدم المواساة مع الأئمة المعصومين فكلاهما أحكامه قطعية وجزمية وصائبة لأن منهج التأويل الذي اختفى منذ عصر ما قبل الشيخ الطوسي قدس سره إلى عصر البحراني بعد أكثر من ألف سنة هو الذي يكشف عن مرادات الله وأحكامه الواقعية! وأن الأئمة كانوا يُرّكبون الآيات ويؤلفونها فيستنبطون الأحكام وليسوا أئمة هداة ومعصومين ومنصوص عليهم بنصوص صحيحة وصريحة! وليس هذا بمستغرب منهم! فهم في نصوصهم يشيرون للأئمة المعصومين عليهم السلام بأنهم ( أئـمـة الـتأويـل ) فلا امتياز لهم عن باقي الناس إلا بمهارتهم وبراعتهم في تركيب الآيات بعضها على بعض! والعياذ بالله. وهو ما جعلهم أئمة التأويل ومن المقربين بذلك!
ففي كتاب (التأويل فوق النقد) صفحة 80:
((.. وما الرسول إلا مستنطق للكتاب، وترجمان لمنطقه، وهذه الترجمة متاح للجميع أن يمارسها..))
وفي كتاب (التأويل) للبحراني، الصفحة 445:
((... مدرسة الرأي، التي تزعمها شياطين الفكر والسلطة والجهل، والتي تقابل مدرسة التأويل التي تزعمها الأئمة من أهل البيت النبوي والراسخون في العلم ...))
ويقول البحراني في الصفحة 613:
((...النظم أو التأليف ھو الذي تلخصت به العملية الفقهية الأولى التي مارسها الرسول والصحابة، واستقام عليها أئمة أهل البيت، فقاموا بإنزال الآيات كما يهدي إليها التناظر القائم بينها، ثم تأليف تلك الآيات ...))
ومعنى كلامه أنه لا فرق بين أئمة أهل البيت عليهم السلام وبين الصحابة [ولا ندري هل نضيف الأوّل والثاني معهم أم نخرجهم]! فكلهم يؤلف القرآن بناء على طريقة البحراني المبتدعة! والحكم لك أيها القارئ النبيه لترى مدى الدجل والاستغفال والاستهانة بمقدسات المسلمين وبأئمة المؤمنين المعصومين عليهم السلام!
وهم يؤكدون ذلك، كما في كتاب (التأويل فوق النقد) الصفحة 62، الهامش:
((.. صاحب التأويل هو الله عزّ اسمه الذي اقل: (ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)، وصاحب التأويل هم الراسخون في العلم وأفضلهم النبي (ص) الذي قال فيه الصادق (ع): (فالرسول أفضل الراسخين في العلم)، ثم أصحاب التأويل الأئمة من آل محمد الذين قالوا: (نحن الراسخون في العلم) ثم أصحاب التأويل الفقهاء ممن تتلمذوا للبيت النبوي، كابن عباس ... إلخ))
فالله سبحانه على قدم المساواة مع النبي والأئمة وابن عباس وسائر "فقهاء" التأويل! والعياذ بالله.
ففي كتاب (التأويل) لأحمد البحراني، صفحة 265:
((... علم التأويل متاح للجميع، ولا يقتصر على فئة دون أخرى))
والمقصود بـ"فئة دون أخرى" أي الرسول وأهل بيته عليهم السلام، فارجع للكتاب وانظر بنفسك، ولا حول لوا قوة إلا بالله العلي العظيم!
بل وأكثر من ذلك فحتى مقام الإمامة لا يستحقه الأئمة بعد إن فقدوه، وهكذا يظهر تناقضهم، فهم تارة أئمة تأويل وأخرى مجرد فقهاء تأويل، وتارة أخرى "لا شيء" والعياذ بالله.
يقولون في كتاب (التأويل فوق النقد) في الصفحة 69:
((... بينما انقلاب السقيفة الذي أطاح بالبيت النبوي من مقام الإمامة، وأطاح بالتأويل وحصر القرآن ...))
فبعد السقيفة فقد الأئمة (ع) مقام الإمامة، والسقيفة لم تطح بهم من مقام الزعامة الظاهرة أو الخلافة الظاهرية أو الرئاسة الظاهرية بل من "مقام الإمامة" بنص تعبيرهم! وهذا من التناقضات فقد رأينا كيف أن البحراني في كتابه (التأويل) يرى أن منهج الصحابة كان منهج التأويل، وأن العملية الفقهية الأولى سارت على هذا المنهج كما سار عليه الأئمة (ع)! بينما هؤلاء في "مدراس التبيان وكر الشيطان" يرون أهل السقيفة – وهم من الصحابة - أطاحوا البيت النبوي من مقام الإمامة وأطاحوا بالتأويل!
فهل رأيت جهلا وتناقضا أكثر من هذا أيها القارئ النبيه والحذق؟
_____ [ 4 ] _____
تلاعب باللغة
في كتاب (التأويل فوق النقد) في الصفحة 42، ينقل المؤلفون نموذجًا من دروس التأويل، وفي النموذج الثاني يضعون الرواية الواردة عن الأصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس سلوني فإن بين جوانحي علمًا جمّا.. إلخ.
((... قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السفن..)) وذكروا استدلال ذلك بربطه بآية وضعوها بين معقوفتين [قال تعالى: (والفلك تجري في البحر)].
وهكذا نرى أنهم (في ص 42) اشاروا إلى أن الإمام علي عليه السلام في هذا التطبيق:
((... تجد تأويلات الإمام علي (ع) تستند إلى الاستدلال بالمثل على شبهه، إذ هو القائل: (المثل دليل على شبهه)، فانتقل من الآية إلى الآية النظيرة ففسرها بها..))
وهكذا ترى أن نظرتهم للإمام علي عليه السلام أنه "مجرد متأول" لا أكثر!
ولكن دعونا نرى كيف أن البحراني نقض بنفسه استدراكه بما أضافه لرواية الإمام علي عليه السلام بين معقوفتين واستدل بأن الفلك هي السفينة، في المثال الموجود على موقعه تحت عنوان الكهرباء والمصباح:
((... ثم نفهم (الفلك) ليس بمعنى السفينة، وإنما بمعنى المدار ...))
المصدر:
وأيضا راجع:
وهكذا يتلاعب هؤلاء بمنهجهم المبتدع بكلمات اللغة وآيات القرآن، ولا ضابطة لهم إلا أهواءهم في تحديد المعاني حتى تناسب ما يريدون! فتارة الكلمة لها معنى وأخرى لها معنى آخر وكلها تراكيب غير مستندة إلى منهجية واضحة سوى التماثل المُدّعى، وهو كمثل من يدعي أن الإنسان هو القرد لأن التماثل بينهما موجود!
رغم أنهم يدعون أن التأويل ونتائجه ليست قطعية بل يقينية وجزمية أيضًا فيقولون في كتيب (التأويل فوق النقد) الصفحة 45:
((... فانظر كيف يحكمون! هو لا يعترض على صاحب التأويل بمقدار ما يعترض على ما نطق القرآن به من الحق..))
أي أن تأويلهم هو قرآن منزل لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، وهو قطعي، لكن بحسب مزاجهم فتارة يكون سفينة وأخرى يكون مدارًا! وأن الاعتراض على هذا المنهج المبتدع هو اعتراض على القرآن وليس على المنهج! ففي صفحة 20 من كتيب (التأويل فوق النقد):
((... هذا الخطيب عندما يناهض التأويل إنما يناهض الله والراسخين في العلم ...))
هكذا يحاولون خداع الناس وهم لا يعلمون كما يبدو أن عقول الناس فوق هذا المستوى الساذج من الطرح وفوق هذه التفاهة في التهديد والوعيد!
_____ [ 5 ] _____
الكذب على الناس
في كتيّب (التأويل فوق النقد) صفحة 84، استشكلوا على قول السيد منير الخباز حفظه الله:
((.. الرواية الثانية الواردة عن الرسول: (إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فهو عني قلته أو لم أقله) هذا الحديث ما شفنا له مصدر دورناه ودورناه ما شفنا له مصدر...))
وقد ردوّا عليه في نفس الصفحة بعد نقل قوله بأن أتوا بأحاديث مشابهة له، والطريف أنهم يستشهدون لكل الروايات بمصادر وبكتب سنيّة لا حجية لها!! بل وأتوا برواية من كتاب أدبي لا قيمة "حديثية" له هو كتاب أبي عثمان، الجاحظ، المعتزلي (البيان والتبيين)! وهو كتاب ينقل طرائف الأقوال والعبر ومهتم بالأدب كعادة الجاحظ! فهل هناك مهزلة أكبر من هذه؟
والمضحك أنهم ينقلون عن سماحة السيد منير الخباز حفظه الله في الصفحة 65 من كتاب (التأويل فوق النقد):
((... يوجد في كتب إخواننا من أهل السنة وليس في كتبنا ..... ولكن علماء أهل السنة أنفسهم يعتبرونه من الموضوعات...))
لكن المصيبة ليست هنا، ولكن في صفحة 85، من نفس الكتيّب، حين أرادوا إثبات أن السيد منير الخباز لا علم له ولا إطلاع – حاشاه – فأتوا برواية تدعم قولهم، في رقم 6 هي:
((.. 6. وأخرج الطحاوي عن أبي هريرة عن النبي (ص): (إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به، قلته أم لم أقله، فإني أقول ما يعرف ولا ينكر، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا به فإني لا أقول ما ينكر ولا يعرف...))
وقد عزوا هذا الحديث إلى كتاب ((مقدمة وسائل الشيعة 4/4)) والوسائل بطبعاته الحديثة يصل إلى قرابة 30 مجلدا! والمقدمة هي في المجلد الأول، ولكن سنعتبر هذا خطأ مطبعيا كما أخطئوا بعنوان كتاب الجاحظ وسموه بـ(التبيين والتبيان)! أو في أسوأ الاحوال سنعزوه لجهلهم وهو شيء معروف عن أبناء التبيان وكر الشيطان.
وحينما نرجع إلى مقدمة وسائل الشيعة للحر العاملي رحمة الله عليه، سنجد أن المقدمة المقصودة هي مقدمة التحقيق وليست مقدمة الحر العاملي! وأن الحديث ذكره المحققون ضمن ذكرهم لتدليسات أبي هريرة وكذبه على النبي!
ففي مقدمة التحقيق، وسائل الشيعة، ج1، ص 44:
((..وبعد هذا كله فإن من الطبيعي أن يكيل أبو هريرة المدح للخلفاء ولمعاوية وأشباهه، ويناوئ أمير المؤمنين عليًا عليه السلام، وهو ولي نعمته في الدين، وأولئك أولياء نعمته في الدنيا! وكانت طريقة أبي هريرة في حديثه أن يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يسمعه منه، وهذا هو التدليس، وهو عيب يرد الحديث لأجله...))
وبعد ذلك يذكر المحققون الرواية التي ذكرها أبناء "التبيان وكر الشيطان" عن أبي هريرة، المكذب على الله ورسوله، ثم يلحقونها بعبارة في نفس المصدر، ص 44:
((...كان أبو هريرة متحاملاً على علي عليه السلام ويتوسل بموضوعاته في الحديث لينفّس عن هذا الحقد...))
فالحديث ذكر لبيان أنه موضوع وصادر من لسان شخص أكثر من الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وأنه من موضوعات أبي هريرة وهو ضمن مجموعة روايات ذكرها المحققون ليبنوا للقارئ سيرة جماعة السقيفة في تزوير سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وتسقيط حق أمير المؤمنين وآله البيت عليهم السلام!
وهكذا ترى أيها القارئ النبيه كيف يكذب رهط "التبيان وكر الشيطان" على الناس ويدلسون عليهم ويكذبون على النبي بكل وقاحة ويتقولون عليه الأقاويل وينسبونها له ليخادعوا عباد الله! فهذه هي امانتهم العلمية، وهذا هو أسلوبهم الدنيء في التلبيس على الناس.
والدليل على ذلك أنهم ذكروا مصادر أخرى لهذه الرواية هي: ((كنز العمال 10: 230 الحديث 29211، تاريخ بغداد 11 : 391)) وهذه المصادر هي نقل حرفي من هامش ص 44، ج1، من مقدمة التحقيق لوسائل الشيعة! فهؤلاء حتى لم يكلفوا أنفسهم التحقيق والبحث واستخراج مصدر الرواية بل اكتفوا بـ"سرقتها" من مقدمة التحقيق للوسائل!
_____ [ 6 ] _____
الكذب على رسول الله (ص)
لم يكتف أبناء "التبيان وكر الشيطان" بذلك فقط بل جوزوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ونسبة "مخترعاتهم" و"أقوالهم" الشخصية للنبي كأحاديث نبوية!
في كتيب (التأويل فوق النقد) صفحة 81:
((...فالنبي يبقى حيا يواكب مسيرة الأمة ما دام المحدثون يحدثون عنه..))
وفي نفس الصفحة ادعوا أن ذلك يقع أيضا على آل البيت (ع)، ففي ص 81:
((... ثم تابع أهل البيت حث الفقهاء للتحديث عنهم بالكيفية ذاتها، التي قعّد قواعدها الرسول، بالقول عن الصادق : (حدثوا عني ولا حرج رحم الله من أحيا أمرنا) ليكشف الصادق بذيل خطابه أن متابعة التحديث عنهم استنادا لمنطق الكتاب يعني إحياء لهم ..))
لكن ما هو هذا التحديث؟
يجيب البحراني في كتابه (التأويل) الذي هو أساس "التبيان" المبتدع، صفحة 66:
((... وتعيين الحديث في الفكرة القرآنية يتيح لكل إنسان أن يستنبط الفكرة القرآنية، وهو ما يمكنه من صناعة وانتاج الحديث. ويجيز له في نهاية المطاف نسبته إلى الرسول باعتباره حديثا نبويا دون أن يكون هناك شرط التلفظ الفعلي للرسول ...))
فهم يقولون لك إذا إلتزمت بمنهج التأويل الباطل، وسرت على منهجيته الهلامية كما رأيت، فإن كل ما تستنجه من القرآن يجوز لك أن تعتبره حديثا نبويا تقطع بنسبته للنبي والأئمة من آل البيت فتقول: قال النبي أو قال الإمام! وهذا هو عين الكذب المتعمد على النبي وآل بيته عليهم السلام والتدليس عليهم! فهل بعد الحق إلا الضلال؟
وأشد من ذلك ضلالة اتهامهم للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله بعدم قدرته على مواكبة القرآن!
يقول البحراني في كتابه (التأويل) صفحة 67:
((.. وطبيعة النص القرآني اللا متناهية، تجعل استنزاف ذخيرته الفكرية خارج قدرة الرسول. وهو ما يفرض عليه أن يفسح المجال للأمة، بعد تمكينها من تقنية الاستنباط، من أن تتابع الاستنباط لتلبية حاجاتها من الأفكار القرآنية (الأحاديث) فيكون لكل جيل هذه الإمكانية التي تخوله من الأخذ من أفكار القرآن بما يتناسب مع متطلبات عصره ...))
فالنبي صلى الله عليه وآله لا يملك القدرة ولا الذخيرة الفكرية للتعامل مع النص القرآني فهو يحتاج إلى فقهاء استنباط يقومون بدوره بل ويأخذون مقامه في العصور التالية لينتجوا الأحاديث وينسبوها له! وكما مر علينا سابقا فالوحي ينزل عليهم! وهكذا يصبح عندنا عدد لا نهائي من الأنبياء الذي ينسبون اقوالهم للرسول الاكرم وأئمة اهل البيت عليهم السلام بكل أريحية! ... هكذا يخربون الدين والقرآن والسنة ويخدعون العوام ويخادعون الناس بمثل هذا الدجل والكذب والتدليس!
والأشد من ذلك، هو ما ورد في كتيب (التأويل فوق النقد) صفحة 74:
((... والرسول غير قادر على التلفظ بذلك الوحي اللا متناهي المتظاهر عند استنطاق القرآن برد بعضه إلى بعض تأويلا ..))
فلازم كلامهم أن الله سبحانه وتعالى بعث نبيا هاديا ومبشرًا منذرًا ولكنه عاجز عن التلفظ بالوحي الذي يهدي الناس والبشر وغير قادر عليه! نعوذ بالله من هذا الاتهام!
ولتهديد من يخالفهم فإنهم يستخدمون أسلوبا سخيفا، فهم يعتبرون أن من يرد عليهم فهو يرد على الله والرسول والأئمة والفقهاء الأوّلين! رغم أنهم يدّعون أن أحمد البحراني المعاصر هو مكتشف فكرة التأويل في تراث الإسلام!!
فانظر لهذا النص من كتيب (التأويل فوق النقد) صفحة 62:
((... صاحب التأويل الذي في الحقيقة ليس هو إلا مكتشف الفكرة في تراث الإسلام، وأن هذا الخطيب عندما يناهض التأويل إنما يناهض الله والراسخين في العلم – وفي طليعتهم الرسول والأئمة والفقهاء الأولين - ...))
ففقهاء التأويل على قدم المساواة مع الله ومع النبي ومع الأئمة! ومن يناهض هذه الفكرة السخيفة والمتخبطة فهو يناهضهم جميعًا! بل والمضحك أكثر من ذلك أنه رغم أن البحراني المعاصر هو مكتشف هذه الفكرة فإن القرآن الكريم ناقص في تبيانه إلا إذا أخذنا بمنهج البحراني المؤسس على التخبطات والترهات المأخوذة من كتب السنة!
فانظر لقولهم في كتيب (التأويل فوق النقد) صفحة 70:
((.. القرآن فيه تبيان كل شيء بشرط التأويل منهجًا...))
فإذا أنت لم تأخذ بمنهجية التأويل المزعومة فإن القرآن ليس فيه تبيان كل شيء وتسقط حجيته ويصبح الله سبحانه عاجزًا – عزّ ربي وجلّ عن ذلك – عن هداية خلقه لأن كتابه المنزل مبهم!
هكذا يسقطون من قيمة كتاب الله، والهداة الميامين النبي الأكرم وآله الأطهار عليهم السلام.
_____ [ 7 ] _____
تخبط المعايير
حتى نعطي للقارئ الكريم، النبيه، مثالاً على مدى تخبط هؤلاء الرهط من أبناء التبيان وكر الشيطان، وكيف أن معيارهم الوحيد هو المزاجية والهوى، فإنهم استشكلوا على السيد منير الخباز حفظه الله بردّ رواية أبي الجارود، كما في صفحة 75 من كتيب (التأويل فوق النقد) بناء على عدم وثاقة أبي الجارود في كتب الرجال، ولكنه مع ذلك فقد فرض صحة سند الرواية وناقش دلالتها وردّها وبيّن سوء فهمهم لها كما في صفحة 63 من كتيب (التأويل فوق النقد). فرواية الباقر عليه السلام تفيد أن الأئمة (ع) لا يقولون ما يخالف كتاب الله لا أنه يجوز نسبة كل ما مضمونه يوافق القرآن إلى النبي والأئمة مباشرة حتى لو كان هذا القول من إنشاء زيد أو عمرو!
لكنهم يعودون في صفحة 71 من كتيّب (التأويل فوق النقد) ويردون استدلال السيد منير برواية أبي بصير عن الصادق عليه السلام ".. إن رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثا وأربعا ..." ومفادها أن التفاصيل وردت في السنة وليس في الكتاب الكريم، فيقولون:
((.. هذه الرواية لا يعوّل عليها في الاستدلال على عقيدة الإمام في إجمال القرآن ونفي تفصيله لأن أمثال هذه الروايات تأتي في سياق الردود في خضم الجدل المذهبي ..... فهي ردود تصاغ بما يتناسب مع وعي الناس السطحي والبسيط ...))
فهم لا يمانعون من ردّ الرواية وعدم التعويل عليها واتهام الإمام عليه السلام بأنه ينساق مع الجدل المذهبي على حساب بيان المنهج الصحيح في تأويل القرآن كما يزعمون بحيث الإمام يحرم السائلين عن أسماء الأئمة في القرآن من طريقة اكتشافها ومعرفتها لأنه يبحث عن الانتصار في الجدل المذهبي وليس بيان الحقائق الهادية! رغم أنه كما مرّ فإن الصحابة كانوا على معرفة بهذا المنهج وهؤلاء المخالفون يدعون اتباعهم للصحابة فكان على الإمام أن يحجهم بطريقة الصحابة! ولكنهم يردّون الرواية ويقعون في هذا التخبط فقط لأن الرواية لا تخدم فكرتهم المبتدعة بينما يهاجمون كل من يتعامل مع الرواية بمنهجية محترمة وعقلائية مستندة لعلوم مؤصلة وتقوم على مباني محققة كعلوم الدراية والرواية التي يعتبرونها علوم أهل الهوى والرأي! وهذا حقا من المضحكات.
الخاتمة
كل ما ذكرناه هنا هو ملاحظات أولية على كتيب (التأويل فوق النقد! : تفكيك خطاب ماكر) الصادر عن (مدراس التبيان) ومن تأليف: (لجنة التأليف).
وفي الجعبة الكثير، الكثير، من الملاحظات والاشكالات التي نتحدى أبناء "التبيان وكر الشيطان" من الاجابة عليها ومن الرد عليها، ونتحداهم أن يظهروا أمام الناس ويناظروا العلماء في اعتقاداتهم الحقيقية بعيدًا عن الكذب والتدليس والتهرب الذي يمارسونه بغباء منقطع النظير.
ولنا بحول الله وقوته ومشيئته وقفات أخرى مع الدجل والكفر الذي ينشره أبناء التبيان وكر الشيطان بين الناس مستغلين حب الناس للقرآن وشغفهم بعلومه، فكل ما قلناه في هذه المدونة هي مجرد رتوش وأشياء بسيطة عجز أبناء التبيان وكر الشيطان من الاجابة عنها وولّوا هاربين يتصايحون ويبكون ويزعمون المظلومية وهم قلة من الدَّجَلة والكذبة جمعتهم عمامة إبليس تحت أجنحتها.
وهكذا عرفت أيها القارئ العزيز من هو صاحب الخطاب الماكر،أ هو المدافع عن الله ونبيه وآل بيته السيد منير الخباز حفظه الله أم الكذاب الأشر صاحب منهاج (التأويل) الباطل ورهطه؟!
للاستماع الى محاضرة السيد منير الخباز، مفاتيح أسرار القرأن الكريم
11 / محرم الحرام / 1434 هـ، وهي محاضرة واحدة ألقاها في ثلاثة أماكن بليلة واحدة:
حسينية السنان – القطيف:
مأتم السيد الزهراء ع – صفوى
حسينية الناصر
من فضلك راجع هنا أيضًا: