الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

بيان صادر عن دار الأمير حول نشر كتاب التأويل


bayanta2wel

بيان صادر عن دار الأمير حول نشر كتاب التأويل 

بيروت في 10/12/2014
 
إيماناً منّا في دار الأمير بضرورة خلق مساحة تتجادل فيها الآراء جدالاً علمياً يفضي إلى تكوين مناخ نقدي حواري يساهم في تطور حركة الفكر وتحفيزها، فقد وضعنا سياسةً للنشر تقتضي نشر الكتب رغم مخالفتها لبعض آرائنا ما دامت لا تخالف ضرورةً من ضرورات الإسلام ، ولا تحتوي على ما يخرج صاحبها من دائرة التوحيد ، وطرح الكتب في الساحة الثقافية لتنال نصيبها من النقد والتقويم المحرِّك لبِرَك الواقع الثقافي.

وبالرغم من عدم قناعتنا بالمنهج الذي قدمه صاحب كتاب التأويل ، ومخالفتنا للبناء الذي شيَّد عليه أفكاره ، لكننا وبموجب هذه السياسة قبلنا طباعة كتاب التأويل لمؤلفه الشيخ أحمد البحراني في طبعته الرابعة ضمن اتفاق قبل سنة من تاريخه ، علماً أنّ الكتاب كان صدر في عدة طبعات منذ العام 1998 في أكثر من دار نشر أخرى.
 
و الكتاب المذكور كان عرضه علينا أحد الأشخاص في الكويت بادئ الأمر ، وتكفل بدفع تكاليف طباعته ، فوافقت الدار على نشره.

وبعد الطباعة التزاماً من الدار بالاتفاق ؛ تبيّن وجود خلل عقدي عند صاحب الكتاب حسب اعتقادنا، وذلك عبر ادعاءاتٍ منشورة بصوته ، ومن خلال عدة بيانات نشرها المؤلف مؤخراً على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي.

أمّا وقد طُبع الكتاب ونُشر ؛ وعليه اسم دار الأمير ، فإنّ دار الأمير تعلن عن براءتها من ادعاءات الشيخ أحمد البحراني ، وعن امتناعها عن توزيع كتاب التأويل ، وتسليم النسخ المطبوعة لأصحابها بعد أن اتفقت معهم على سحب الكتاب ، بما في ذلك التنازل عن حقوق دار الأمير في التوزيع.

وإنّ دار الأمير في بيروت ليست مسؤولة عن أية نسخة من الكتاب تُباع باسمها في أي مكان.

وعليه، فإنّ كلّ يروّج لكتاب التأويل تحت اسم دار الأمير سيتعرض للملاحقة القانونية.
 
دار الأمير للثقافة والعلوم / بيروت



المصدر:

السبت، 6 ديسمبر 2014

توضيحات حول رأي الميرزا التبريزي في المشي على الجمر

فقدت الساحة العلمية قبل سنوات أحد أعلامها وفقهائها المخلصين المنافحين عن حياض المذهب الحق، والمدافع الصلب عن مقدساته وشعائره، والمتصدي الأبرع للمشككين والضالين المضلين، ألا وهو آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (قدس سره)، فقد ترك هذا المرجع العظيم أثرا وآثارا قل نظيرها، وخط منهجا يسير عليه المخلصون، وفجر للولاء عيونا يرتوي منها العقائديون، وسجل موقفا لا مثيل له في نصرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)..

لقد أوصى التبريزي الراحل جميع المؤمنين الغيارى وبالأخص تلاميذه بالدفاع عن مسلمات المذهب الحق، وعدم إعطاء المجال لأي أحد كائنا من كان للتشكيك وإلقاء الشبهات في أذهان العوام خصوصا في قضية الشعائر الحسينية!! لقد كان ينظر بعين الله ويعلم علم اليقين أن ضعاف النفوس وخصوصا من معممي السوء ستكون لهم صولات وجولات في حربٍ نتنةٍ على الشعائر الحسينية..

"إن حفظ المذهب في هذا العصر يتوقف على حفظ الشعائر الحسينية".. جملةٌ أطلقها هذا المرجع الولائي تحمل في ظاهرها وطياتها معانٍ لا يدركها إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.. وعاد ليكرر في نهاية وصيته طلبه في المحافظة على الشعائر الحسينية وتأييدها..

البعض باع آخرته بدنياه، والأخسر باع آخرته بدنيا غيره، والبعض صاروا ملكيين أكثر من الملك!! هؤلاء جميعا قد توازروا على العزاء والشعائر!! وباعوا حظهم بالأرذل الأدنى وشروا آخرتهم بالثمن الأوكس، وتغطرسوا وتردوا في هواهم وأسخطوا الله ونبيه (صلوات الله عليه)..

رأينا ممارساتهم المشبوهة وسلوكهم القذر عبر وسائل التواصل الاجتماعي!! يبحثون عما يتشبثون به كي لا يسقطوا في جحيم الولاء المشتعل، بل ويستجدون قطرات المياه ظنا منهم أنها ستطفئ الألسنة الملتهبة!! والنار تنادي: هل من مزيد؟! فيهوي واحدٌ تلو الآخر، وكأني بهم سينادون عما قريب: ربي ارجعون!!..

لن أطيل أكثر بالمقدمة ولن أستنزف الحروف في الرد على كل أباطيلهم وترهاتهم وهرطقاتهم، وسأدخل في صلب موضوع المقال الذي يدور حول رأي الميرزا التبريزي في المشي على الجمر..

الميرزا التبريزي أصدر فتوتين والثانية تنسخ الأولى، ولا عيب في تغيير المراجع لآرائهم التي يكون منشأها زيادة التحقيق والبحث والتدقيق، بل إن الأمانة العلمية تحتم على الفقهاء أن يظهروا علمهم ويبصروا مقلديهم ففي ذلك صون الدين وإطاعة الباري (عزوجل)..

ورغم أن الفتوى الأولى لا اعتبار لها مع صدور فتوى أحدث منها، إلا أني سأتطرق إليها مع وضع بعض التوضيحات القاصرة..

*الفتوى الأولى (القديمة):
سئل الميرزا التبريزي: في بعض الحسينيات يقومون بإشعال الجمر ثم إطفائه، وبعد ذلك يقومون بالمشي عليه بقصد مواساة الحسين وعائلته عليهم السلام.
الجواب: هذا العمل غير داخل تحت الجزع وعنوان الشعائر، والله العالم.

وهنا نكات مهمة:
١- اقتصر جواب الشيخ على عدم دخول المشي على الجمر تحت الجزع وعنوان الشعائر.
٢- لم يكن في إجابته (قدس سره) أي نوعٍ من أنواع التحريم والنهي.
٣- لم ينفِ المرجع الراحل أن يكون المؤمن مثابا في هذا العمل..
ويدعم النقطة الثالثة ويوضحها جواب زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي (قدس سره) لسؤال عن التطبير، حيث قال: لم يرد نص بشعاريته فلا طريق للحكم باستحبابه، "ولا يبعد أن يثيبه الله على نية المواساة لأهل البيت الطاهرين إذا خلصت النية".
٤- هذه الفتوى لا اعتبار لها بعد صدور فتوى أحدث منها، سأتكلم عنها في الأسطر القادمة..

*الفتوى الثانية (الأحدث):
بعد مراجعة مكتب الشيخ التبريزي حول رأي المرجع المرحوم في المشي على الجمر، أوضحوا لنا بأن الميرزا التبريزي له استفتاء قديم في صراط النجاة بأنه ليس من الشعائر كما كان يرى في التطبير، ولكنه غير فتواه في المشي على الجمر وكذلك التطبير وأدخلهما ضمن الشعائر الحسينية..
وكان نص جوابه (رضوان الله عليه) :
من يعمل بمثل المشي علي الجمر مواساةً لأطفال الحسين (عليهم السلام) يري نفسه يعمل بالشعائر..

وحتى لا تخرج لنا بعض الأصوات النشاز ويعلوا صراخها بالتكذيب والتشكيك يمكنكم مراسلة المكتب والتأكد بأنفسكم بصحة ما أوردت..

نعم لقد اختلفت أقوال الفقهاء حول مسألة المشي على الجمر وخصوصا في شعائريتها، ولست في مقام ترجيح رأي على آخر، ولكن رأيت ومن باب التكليف الشرعي أن أوضح رأي الميرزا التبريزي حتى لا يلتبس الأمر على المؤمنين خصوصا بعد محاولات بعض عبيد الدنيا تحوير الفتوى القديمة كي تصب في صالحهم وتعبّد مسيرهم نحو طمس كل ما يرتبط بعزاء الحسين (صلوات الله عليه)..

في النهاية أوجه نصيحة لأعداء الشعائر الحسينية وعزاء أهل البيت (صلوات الله عليهم) بالكف عن النيل من مقدساتنا وشعائرنا، فكلما ازدادوا خسةً واسفافا كلما ازداد العقائديون تمسكا وصلابة!! أنتم تلعبون لعبةً خاسرة!! وتمارسون شعوذةً فكريةً يبطلها المؤمنون كلما أعدتم الكرة!! وفروا جهودكم وأوقفوا مشاريعكم فالنهاية معروفة والخسائر فادحة..

خادمكم/ مهدي نواب