الجمعة، 6 ديسمبر 2013

اللغة العربية: مبدأ الاجتهاد الأهم

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد خرج علينا في الفترة الأخيرة من يقلل من أهمية علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وغيرها من دون أدنى شعور بالمسؤولية بالجناية التي يرتكبها تجاه تراثنا الذي لا نزال نكتسب منه العلوم والفنون والآداب وغيرها من الجوانب المهمة لاسيما الدينية منها .

فإن كانت المسألة متعلقة بالأمور الدنيوية فالمؤونة سهلة  ولكن المسألة متعلقة في فهم كلام الله وكلام  المعصومين (ع) ، وكلامهم باللغة العربية قطعاً لا بغيرها ، فلا صلاة تقبل من دون العربية مع التمكن منها مضافاً إلى ما قاله الله تعالى في منزل كتابه :

إِنّا أَنزَلنٰهُ قُرءٰنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ

وقال عز من قائل :
كِتٰبٌ فُصِّلَت ءايٰتُهُ قُرءانًا عَرَبِيًّا لِقَومٍ يَعلَمونَ
وقال جل ذكره :
وَكَذٰلِكَ أَنزَلنٰهُ حُكمًا عَرَبِيًّا

هذا ، ولنعطِ مثالاً يرسخ في الذهن مدى أهميتها ، قال تعالى : 

أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسولُه (براءة :٣)
أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسولِه ( بالكسر ) .
 
الفرق بين الجملتين أن موضع الشاهد (ورسوله)  في الأولى مرفوع  والسبب في كون كلمة (رسولُه) مرفوعة  هو لبيان أن الله والرسول صلى الله عليه وآله يتبرآن من المشركين ، ف(رسولُه) مبتدأ خبره محذوف أي ورسولُه بريء منهم .

أما لو كانت مجرورة بالكسر فالمعنى سيختلف تماماً فسيكون الله متبرئاً من المشركين والرسول معاً والعياذ بالله ، وهذا ما لا يقبله أحد بل سيكون إشكالاً على النبوة . 

فاختلاف التشكيل يغيّر المعنى من قمة الإيمان إلى قمة الكفر ، فيتبين لنا مدى أهمية معرفة القواعد النحوية في صياغة الجمل ومدى أهميتها في تغيير المعاني ولو أهملنا علوم اللغة ما استقر حجر على حجر . 

فلا تنطلِ عليكم جهالة من يقول : أن علوم اللغة غير مهمة ولا تجدي نفعاً ، فحتى تفهم مراد الله والمعصومين عليهم السلام لابد لك من معرفة علوم اللغة التي خاطبونا بها ، فإرجاع الضمائر إلى متعلقاتها يحتاج إلى معرفة قواعد تلك اللغة وعلومها .

لكن ماهو الغرض من الاستخفاف بعلوم اللغة وتصغييرها أمام أعين عامة الناس ؟ 

فحينما نستخف بأمر ما إما أننا نجهله فنكون أعداء ما نجهل ، وهي مصيبة له إذ كيف للجاهل أن يفسر النصوص الدينية فيجعل الفاعل مفعولاً به والمفعول به فاعلا ، والجاهل لا يمكن الاستفادة منه لأن فاقد الشيء لايعطيه ولايمكن له من تعلم اللغة حتى يستطيع أن يفهم النصوص الدينية فضلاً عن تعليمها لغيره ، واما أن نكون عالمين باللغة والعالم ان لم يكن مغرضاً يدرك قيمة اللغة فلا يستخف بها، ولو كان عالماً ومعانداً ومغرضاً فهذا مريض ذو مآرب يحتاج الى علاج لنفسه، وهو اولى بإصلاح نفسه ، لانه لو لم يفعل ذلك لصار صاحب بدعة وغواية والمبدع الغاوي تقتضي المسؤولية تحذير الناس منه وإرشادهم لمافيه صلاحهم .

وفي الختام نضع  بين أيديكم بعض الروايات التي تبين أهمية اللغة العربية : 
١- عن جميل بن دراج قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : أعربوا حديثنا فإنا قوم فصحاء (الكافي) 
٢- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان، والنجوم لمعرفة الأزمان.
٣- عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي تكلم به خلقه، (ونطقوا به الماضين) وبلغوا بالخواتيم. (وسائل الشيعة) .

والحمدلله رب العالمين .

بقلم : سلمان السعدون
Twitter : @s_alsaadoun

اللغة العربية: مبدأ الاجتهاد الأهم

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد خرج علينا في الفترة الأخيرة من يقلل من أهمية علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وغيرها من دون أدنى شعور بالمسؤولية بالجناية التي يرتكبها تجاه تراثنا الذي لا نزال نكتسب منه العلوم والفنون والآداب وغيرها من الجوانب المهمة لاسيما الدينية منها .

فإن كانت المسألة متعلقة بالأمور الدنيوية فالمؤونة سهلة  ولكن المسألة متعلقة في فهم كلام الله وكلام  المعصومين (ع)  ، وكلامهم باللغة العربية قطعاً لا بغيرها ، فلا صلاة تقبل من دون العربية مع التمكن منها مضافاً إلى ما قاله الله تعالى في منزل كتابه :

إِنّا أَنزَلنٰهُ قُرءٰنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ

وقال عز من قائل :
كِتٰبٌ فُصِّلَت ءايٰتُهُ قُرءانًا عَرَبِيًّا لِقَومٍ يَعلَمونَ
وقال جل ذكره :
وَكَذٰلِكَ أَنزَلنٰهُ حُكمًا عَرَبِيًّا

هذا ، ولنعطِ مثالاً يرسخ في الذهن مدى أهميتها ، قال تعالى : 

أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسولُه (براءة :٣)
أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسولِه ( بالكسر ) .
 
الفرق بين الجملتين أن موضع الشاهد (ورسوله)  في الأولى مرفوع  والسبب في كون كلمة (رسولُه) مرفوعة  هو لبيان أن الله والرسول صلى الله عليه وآله يتبرآن من المشركين ، ف(رسولُه) مبتدأ خبره محذوف أي ورسولُه بريء منهم .

أما لو كانت مجرورة بالكسر فالمعنى سيختلف تماماً فسيكون الله متبرئاً من المشركين والرسول معاً والعياذ بالله ، وهذا ما لا يقبله أحد بل سيكون إشكالاً على النبوة . 

فاختلاف التشكيل يغيّر المعنى من قمة الإيمان إلى قمة الكفر ، فيتبين لنا مدى أهمية معرفة القواعد النحوية في صياغة الجمل ومدى أهميتها في تغيير المعاني ولو أهملنا علوم اللغة ما استقر حجر على حجر . 

فلا تنطلِ عليكم جهالة من يقول : أن علوم اللغة غير مهمة ولا تجدي نفعاً ، فحتى تفهم مراد الله والمعصومين عليهم السلام لابد لك من معرفة علوم اللغة التي خاطبونا بها ، فإرجاع الضمائر إلى متعلقاتها يحتاج إلى معرفة قواعد تلك اللغة وعلومها .

لكن ماهو الغرض من الاستخفاف بعلوم اللغة وتصغييرها أمام أعين عامة الناس ؟ 

فحينما نستخف بأمر ما إما أننا نجهله فنكون أعداء ما نجهل ، وهي مصيبة له إذ كيف للجاهل أن يفسر النصوص الدينية فيجعل الفاعل مفعولاً به والمفعول به فاعلا ، والجاهل لا يمكن الاستفادة منه لأن فاقد الشيء لايعطيه ولايمكن له من تعلم اللغة حتى يستطيع أن يفهم النصوص الدينية فضلاً عن تعليمها لغيره ، واما أن نكون عالمين باللغة والعالم ان لم يكن مغرضاً يدرك قيمة اللغة فلا يستخف بها، ولو كان عالمً ومعاندً مغرضاً هذا مريض ذو مآرب يحتاج الى علاج لنفسه، وهو اولى بإصلاح نفسه ، لانه لو لم يفعل ذلك لصار صاحب بدعة وغواية والمبدع الغاوي تقتضي المسؤولية تحذير الناس منه وإرشادهم لمافيه صلاحهم .

وفي الختام نضع  بين أيديكم بعض الروايات التي تبيّن أهمية اللغة العربية : 
١- عن جميل بن دراج قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : أعربوا حديثنا فإنا قوم فصحاء (الكافي) 
٢- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان، والنجوم لمعرفة الأزمان.
٣- عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي تكلم به خلقه، (ونطقوا به الماضين) وبلغوا بالخواتيم. (وسائل الشيعة) .

والحمدلله رب العالمين .

بقلم : سلمان السعدون
Twitter : @s_alsaadoun